واجه نجم ريال مدريد والمنتخب البرازيلي لكرة القدم فينيسيوس جونيور الجماهير التي هاجمته وتوقفت المباراة عشر دقائق والتي جمعت أمس (الأحد 21 مايو/ أيار 2023) ريال مدريد وبلنسية، ثم اشتبك اللاعب البرازيلي مع لاعبي بلنسية وتعرض للطرد في الشوط الثاني.
وكتب فينيسيوس عبر تويتر بعد المباراة “لم تكن المرة الأولى أو الثانية أو الثالثة، العنصرية معتادة في الدوري الإسباني، إدارة المسابقة تعتبرها عادية، الاتحاد الإسباني يعتبرها طبيعية والمنافسون يشجعونها”. وأضاف “كانت البطولة في السابق تنتمي لرونالدينيو ورونالدو وكريستيانو وميسي، واليوم تنتمي للعنصريين”.
“بلد جميل، رحب بي وأحببته، لكنه تقبل أن يصدر للعالم صورة الدولة العنصرية، أشعر بالأسف تجاه الإسبانيين الذين لا يتفقون معي لكن اليوم في البرازيل أصبحت إسبانيا معروفة كبلد للعنصريين”. وتابع “أنا قوي وسأقطع الطريق كله لمناهضة العنصريين حتى اذا كان الطريق طوبلا”.
وذكرت رابطة الدوري الإسباني أنها ستطلب كل اللقطات المتاحة للتحقيق في الواقعة. وأضافت في بيان “اذا حددنا أي جريمة كراهية سنتخذ الإجراء القانوني المناسب”. ورد خافيير تيباس رئيس رابطة الدوري الإسباني على تعليقات فينيسيوس بمطالبته بأن يكون أكثر اطلاعا عمّا يمكن فعله أمام حالات العنصرية.
وقال عبر تويتر “حاولنا أن نشرح لك بأنفسنا ما هي حالات العنصرية وماذا يمكن لرابطة الدوري الإسباني فعله، لكنك لم تحضر في أي من اللقائين المتفق عليهما بناء على طلبك”. وأضاف “قبل أن تنتقد وتشوه الدوري يجب أن تُعلّم نفسك بشكل مناسب، لا تسمح بأن يتم التلاعب بك واحرص على فهم قدرات وعمل الآخرين”.
دعم من الرئيس لولا
في المقابل، عبّر الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا عن دعمه للاعب وطالب الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بإيقاف العنصرية في الرياضة. وأبلغ مؤتمرا صحفيا “أود التعبير عن تضامني مع لاعبنا البرازيلي، صبي فقير نجح في حياته وأصبح من أفضل لاعبي العالم، وبالتأكيد هو أفضل لاعب في ريال مدريد، وتعرض لهجوم في كل استاد يلعب فيه”. وواصل “أعتقد أنه من المهم أن يتخذ الفيفا ورابطة الدوري الإسباني ومسابقات الدوري في دول أخرى إجراءات حقيقية لأنه لا يمكن السماح للفاشية والعنصريةبالهيمنة على استادات كرة القدم”.
وأدان كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد الواقعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وقال المدرب الإيطالي “كان يوما حزينا في ميستايا، حيث أظهرت مجموعة من المشجعين أسوأ ما فيهم، حان الوقت للتوقف عن الكلام والتصرف، لا مكان للعنصرية في كرة القدم أو بالمجتمع، لا للعنصرية في أي مكان”.
-
ضحايا العنصرية في ملاعب الكرة – من إيتو إلى بالوتيلي
العنصرية من الحكم
في موقف غير مسبوق، توقفت مباراة باريس سان جيرمان وضيفه التركي باشاك شهير ضمن دوري أبطال أوروبا، عقب توجيه الحكم الرابع الروماني سباستيان كولتيسكو شتيمة عنصرية للكاميروني بيير ويبو، مساعد مدرب النادي التركي. الموقف حمل اللاعبين على مغادرة الملعب ورفض استنئاف المباراة. واقعة لقيت استهجانا أوروبيا وعالميا.
-
ضحايا العنصرية في ملاعب الكرة – من إيتو إلى بالوتيلي
دموع بالوتيلي
النجم الإيطالي ماريو بالوتيلي، أحد أكثر اللاعبين تعرضا للعنصرية من المدرجات. كما حدث معه في هذا اللقاء ضمن الدوري المحلي بين ناديه بريشيا وفريق فيرونا. حيث قلد بعض جماهير فيرونا صيحات القردة، موجهين إهانات عنصرية ضده، ما تسبب بإطلاق حملة تضامن واسعة مع بالوتيلي.
-
ضحايا العنصرية في ملاعب الكرة – من إيتو إلى بالوتيلي
داني ألفيس
البرازيلي داني ألفيس، الذي احترف لسنوات طويلة في صفوف برشلونة الإساني، تكررت الحوادث العنصرية ضده من مشجعي بعض الأندية في الدوري الإسباني، حيث تم إلقاء الموز عليه، إضافة إلى صيحات وإهانات أخرى. ولكن رد فعله كان تقشير الموز وتناوله، قبل أن يستأنف اللعب.
-
ضحايا العنصرية في ملاعب الكرة – من إيتو إلى بالوتيلي
روبرتو كارلوس
رمي الموز استهدف أيضا النجم البرازيلي الشهير، وأحد أشهر من شغل مركز الظهير الأيسر في العالم، روبرتو كارلوس. كارلوس الذي عاش أوج شهرته في صفوف ريال مدريد الإسباني، احترف بعدها أيضا مع نادي أنجي محج قلعة الروسي. ومن اللقطات الشهيرة له كيف غادر الملعب، في 2011، ورفض استئناف اللعب، عقب رمي الموز عليه.
-
ضحايا العنصرية في ملاعب الكرة – من إيتو إلى بالوتيلي
صامويل إيتو
ومن أشهر الشخصيات التي مرت بمرارة العنصرية، ما تعرض له النجم الكاميروني صامويل إيتو، الذي مر بعدة محطات احترافية، لعل أبرزها مسيرته في برشلونة الإسباني، واضطر في أكثر من مرة إلى قطع اللعب وأصر على الخروج من المباريات، بسبب الهتافات العنصرية من جمهور الفريق الخصم.
-
ضحايا العنصرية في ملاعب الكرة – من إيتو إلى بالوتيلي
كاليدو كوليبالي يغادر الملعب
قائد المنتخب السنغالي كاليدو كوليبالي، والمحترف مع نادي نابولي الإيطالي، واجه في عام 2018، إهانات عنصرية من قبل بعض جماهير إنتر ميلان. ما خلق موجة تضامن واسعة مع اللاعب. شارك فيها البرتغالي رونالدو، وكذلك المصري محمد صلاح، الذي نشر حينها على تويتر صورة له مع كوليبالي، وعلق عليها بالقول: “لا للعنصرية في كرة القدم ولا في أي مكان”.
-
ضحايا العنصرية في ملاعب الكرة – من إيتو إلى بالوتيلي
إيفرا وسواريز
الأورغوياني لويس سواريز لاعب ليفربول حينها في مواجهة الفرنسي إيفرا، قائد مانشستر يونايتد. المواجهة في أكتوبر/ تشرين الأول 2011. من أشهر اللقطات في الدوري الإنكليزي. سواريز رفض مصافحة إيفرا قبل المباراة. وخلال المباراة قال له: “لا تلمسني. أنا لا أتحدث مع شخص أسود”. سواريز عوقب يومها بالإيقاف لثماني مباريات وبغرامة مالية.
-
ضحايا العنصرية في ملاعب الكرة – من إيتو إلى بالوتيلي
أنطونيو روديغر
مدافع المنتخب الألماني وتشيلسي الإنكليزي، أنطونيو روديغر، كتب على حسابه على تويتر: “إنه لأمر مؤسف أن العنصرية مازالت موجودة ونحن في عام 2019”. اللاعب كتب ذلك عقب إهانته بشكل عنصري من بعض مشجعي توتنهام هوتسبر، في مباراة ضمن البريميرليغ.
-
ضحايا العنصرية في ملاعب الكرة – من إيتو إلى بالوتيلي
في الملاعب الألمانية
الملاعب الألمانية، لم تسلم بدورها من مثل هكذا أحداث. ومنها مباراة في مسابقة كأس ألمانيا بين شالكه وهيرتا برلين، في فبراير/شباط 2020. مدافع هيرتا برلين والمنتخب الألماني الأولمبي، جوردان توروناريغا، وهو ألماني من أصل نيجيري، يتعرض للعنصرية من بعض مشجعي شالكه، الذين قلدوا صيحات القرود خلفه.
-
ضحايا العنصرية في ملاعب الكرة – من إيتو إلى بالوتيلي
استقالات بالجملة
وحتى على صعيد المنتخبات كانت العنصرية حاضرة. خسارة ثقيلة لبلغاريا أمام إنكلترا، بسداسية، في 2019، ضمن تصفيات كأس الأمم الأوروبية، وانتهاء أمل بلغاريا بالتأهل. ولكن هذه لم تكن الفضيحة الأكبر. وإنما عنصرية بعض الجماهير ضد لاعبي المنتخب الإنكليزي، ومنهم رحيم سترلينغ (الصورة)، وأيضا إظهار ما يعرف بتحية هتلر النازية. الفضيحة أدت لاستقالة كل أعضاء الاتحاد البلغاري للعبة ومدرب المنتخب بلاكوف. إعداد: ف.ي
كما بعث رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم إدنالدو رودريغيز برسالة دعم للاعب البالغ من العمر 22 عاما. وكتب عبر وسائل التواصل الاجتماعي “إلى أي مدى سنختبر ذلك؟ في منتصف القرن 21، حلقات مثل التي نشاهدها مجددا في الدوري الإسباني؟ لا توجد سعادة في مكان به عنصرية، لون البشرة لا يمكن أن يكون مصدر إزعاج”.
وتلقت رابطة الدوري الإسباني شكاوى في السابق من تعرض فينيسيوس لإهانات عنصرية أو سباب، وتنظر محكمة في مايوركا في شكوى بعد تصوير مشجعين في مايوركا أثناء الإساءة لمهاجم البرازيل. وتحقق الشرطة الإسبانية أيضا في جريمة كراهية ضد اللاعب البرازيلي بعد العثور على دمية مشنوقة على جسر خارج ملعب تدريب ريال مدريد تحمل قميصه رقم 20 في يناير كانون الثاني الماضي.
و.ب / ح.ز (رويترز)
#فينيسيوس #يتهم #الدوري #الإسباني #بالعنصرية #ورئيس #البرازيل #يدعمه
مصدر المقال الاصلي من موقع
www.dw.com