الصحة العامة

هل دواء ميزوبروستول علاج آمن وفعال للإجهاض؟

الإجهاض هو إجراء لإنهاء الحمل، يتم إما بتناول الأدوية أو بإجراء عملية جراحية. يتم إجراء نحو 73 مليون حالة إجهاض محرَّض في جميع أنحاء العالم كل عام. 

ما هو دواء ميزوبروستول؟ 

دواء ميزوبروستول عبارة عن بروستاجلاندين صناعي يتم استخدامه في الأصل للحماية من قرحة المعدة لدى المرضى الذين يتناولون أدوية مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل الأسبرين إيبوبروفين ونابروكسين. يحل هذا الدواء محل البروستاجلاندين الطبيعي الذي تقلله هذه الأدوية، مما يقلل من حمض المعدة، ويساعد على حماية بطانة المعدة.

يُستخدم أيضًا دواء ميزوبروستول لحالات أخرى غير الاستخدامات المعتمَدة له، مثل:

  • تحفيز ترقيق وتوسيع عنق الرحم، لتحفيز الولادة عند النساء اللاتي يعانين من تمزق الأغشية المبكر.
  • علاج نزيف ما بعد الولادة.
  • تحفيز الإجهاض وإنهاء الحمل.

الأسماء التجارية لدواء ميزوبروستول: سايتوتك، ميزوبروست، ميزوتاك.

دراسة لتقدير فعالية دواء ميزوبروستول في الإجهاض

أُجريت دراسة لتقدير فعالية الإجهاض الدوائي باستخدام دواء ميزوبروستول بمفرده على الحوامل اللواتي يقمن بالإجهاض ذاتيًا. تمت الدراسة على المتصلين بالخطوط الساخنة للإجهاض الآمن ومجموعات المرافقة في الأرجنتين ونيجيريا وجنوب شرق آسيا، تم اختيار المشاركين في الفترة ما بين 31 يوليو 2019 و1 أكتوبر 2020، قبل البدء في تناول الدواء.

كان متوسط عمر المشاركات 13 عامًا أو أكثر، ولم يكن لديهنّ ما يمنع من استعمال الإجهاض الدوائي، كما لم يكنّ يعانين من نزيف. اقتصرت الدراسة على المشاركات اللواتي استخدمن دواء ميزوبروستول لوحده في الثلث الأول من الحمل (الأشهر الثلاثة الأولى)، وتمت الدراسة في الفترة ما بين 6 يناير 2022 و8 سبتمبر 2023. 

النتائج:

  • كانت النتيجة الأولية، وهي تقدير الفعالية والتي تم تعريفها على أنها السرد الذاتي للمشارِكات عن الإجهاض الكامل دون تدخل جراحي، وتم قياس هذه النتيجة بعد أسبوع وبعد ثلاثة أسابيع من تناول الميزوبروستول.
  • أما النتائج الثانوية، فشملت سلامة الطريقة التي تم تقييمها من خلال السرد الذاتي عن وجود علامات تحذيرية (مثل النزيف الشديد، الألم، الحمى، والإفرازات) تشير إلى وجود مضاعفات محتملة، أو أي تدخل طبي مثل نقل الدم والسوائل عن طريق الوريد، والإقامة في المستشفى لليلة كاملة.
  • شملت النتائج الإضافية طول مدة النزيف والتشنج، والوقت اللازم لطرد الجنين، وحدوث آثار جانبية.
  • من بين 1352 مشاركة، استخدَمت نحو 637 سيدة دواء الميزوبروستول لوحده من أجل الإجهاض.
  • أظهرت المتابعة الأخيرة بعد تناول الدواء أن 625 مشاركة (98 بالمئة) نجحن في تحقيق الإجهاض الكامل دون تدخل جراحي.
  • عانت معظم المشاركات من النزيف لمدة أقل من أسبوع واحد، وتم إخراج حملهنّ خلال 24 ساعة من بدء عملية الإجهاض. 

الاستنتاج: تشير النتائج إلى أن تناول دواء ميزوبروستول لوحده هو وسيلة فعالة للغاية لإنهاء الحمل دون الحاجة لتدخل جراحي. 

بعض الأسباب التي تتطلب تحفيز الإجهاض:

تضطر بعض السيدات للجوء إلى عملية الإجهاض نتيجة مخاطر أكبر قد يتعرضن لها هنّ أو أجنَّتهنّ، مثل: 

  • موت الجنين داخل رحم الأم، مما يتطلب طرد هذا الجنين من جسم الأم.
  • تمزق الأغشية المبكر.
  • إصابة الجنين بعيوب وراثية أو تشوهات أو الإصابة بإعاقة ما.
  • إصابة الأم بعدوى أو مرض خطير يستوجب الإجهاض.
  • تشكيل الجنين خطراً يهدد حياة الأم.

موانع استعمال دواء ميزوبروستول

يمنع تناول هذا الدواء في حالة وجود حساسية من مادة ميزوبروستول أو البروستاجلاندينات الأخرى.

الآثار الجانبية لدواء ميزوبروستول

عادةً ما يسبب الميزوبروستول آثاراً جانبية بسيطة، وهي الأكثر شيوعاً، مثل:

يمكن أن يسبب دواء ميزوبروستول آثاراً جانبية خطيرة، قد تؤدي إلى الحاجة لتدخل طبي، مثل:

  • الاضطراب الشديد والمستمر في المعدة.
  •  إسهال شديد ومستمر.
  • الجفاف.
  • الدوخة والارتباك.
  • الشعور الشديد بالعطش.
  • قلة التبول.

محاذير عند استخدام دواء ميزوبروستول

  • داء الأمعاء الالتهابي (IBD) أو المشكلات المعوية الأخرى.
  • الأمراض القلبية.
  • الجفاف.
  • استخدام مضادات الحموضة، والتي يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بالإسهال.

استخدام ميزوبروستول أثناء الحمل والرضاعة

الحمل:

  • يُمنع استخدام دواء ميزوبروستول أثناء الحمل في حالة ما إذا كان يُستخدم لأغراض علاجية أخرى غير الإجهاض، نتيجة ما يسببه من فقد للحمل، بالإضافة إلى التسبب في تشوهات خَلقية للجنين.
  • يجب استخدام وسائل منع الحمل الفعالة أثناء استخدام دواء ميزوبروستول، ولمدة شهر على الأقل بعد آخر جرعة.
  • يجب التأكد من سلبية اختبار الحمل قبل البدء بالعلاج بالميزوبروستول.
  • يجب التوقف الفوري عن تناول دواء ميزوبروستول في حال أصبحت المريضة حاملاً أثناء العلاج.

الرضاعة الطبيعية:

يجب استشارة الطبيب المعالِج لتحديد ما إذا كان من الآمن اختيار الرضاعة الطبيعية أثناء استخدام دواء ميزوبروستول، لأنه قد يسبب أضراراً للطفل.

التداخلات الدوائية لدواء ميزوبروستول

يجب إخبار الطبيب المعالِج أو الصيدلي بجميع الأدوية أو الفيتامينات أو المكملات الغذائية التي تتناولها المريضة، لمعرفة وتحديد مدى أمان استخدام دواء ميزبروستول مع هذه الأدوية.

أمثلة للأدوية التي تتداخل مع ميزوبروستول:

تفاعلات خطيرة:

  • كاربوبروست.
  • دينوبروستون موضعي.
  • أوكسيتوسين.

تفاعلات متوسطة:

  • ماجالدريت.
  • كربونات المغنيسيوم.
  • هيدروكسيد المغنيسيوم.
  • أكسيد المغنيسيوم.
  • كوينابريل.

تفاعلات بسيطة:

  • كربونات الألمونيوم.
  • هيدروكسيد الألمونيوم.
  • كربونات الكالسيوم.
  • ثنائي هيدروكسي الألمونيوم وكربونات الصوديوم.
  • بيكربونات الصوديوم.
  • سِترات الصوديوم.
  • نابروكسين.

ما هي جرعات دواء ميزوبروستول؟

تختلف جرعة ميزوبروستول باختلاف حالة المريضة والسبب الذي تتناول من أجله الدواء. تكون الجرعات على الشكل الآتي:

  • علاج قرحة المعدة والاثني عشر: 200 ميكروجرام عن طريق الفم، 4 مرات يوميًا بعد الوجبات وعند النوم.
  • جرعة تحفيز ترقيق وتوسيع عنق الرحم وتحفيز الولادة: 25 ميكروجرامًا عن طريق المهبل كل 3 إلى 6 ساعات. 

يجب تجنب الاستخدام خلال الثلث الثالث من الحمل، وفي الحالات التي لديها تاريخ من الولادة القيصرية أو عملية جراحية كبيرة في الرحم.

  • جرعة نزيف ما بعد الولادة: 800 إلى 1000 ميكروجرام عن طريق المستقيم مرة واحدة، أو 600 ميكروجرام عن طريق الفم، أو 800 ميكروجرام تحت اللسان مرة واحدة مباشرة بعد الولادة.

يوصى بإجراء فحص على البطن قبل بدء العلاج للتأكد من عدم وجود أطفال إضافيين في الرحم (حمل توأمي).

  • جرعة الإجهاض: خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، فقدان الحمل المبكر: 800 ميكروجرام داخل المهبل مرة واحدة؛ يمكن إعطاء جرعة ثانية في حالة عدم وجود استجابة للجرعة الأولى خلال مدة لا تتجاوز 3 ساعات بعد الجرعة الأولى.

الإجهاض غير المكتمِل: 600 ميكروجرام عن طريق الفم مرة واحدة.

الإجهاض الفائت (هو إجهاض صامت يحدث فيه موت مبكر للجنين، وبقاؤه داخل رحم الأم دون ظهور علامات واضحة تدل على ذلك): 800 ميكروجرام داخل المهبل أو 600 ميكروجرام تحت اللسان مرة واحدة، ويمكن تكرار الجرعة كل 3 ساعات بجرعتين إضافيتين.

  • يجب توفير مسكنات للألم.
  • المريضات اللواتي لديهنّ عامل Rh (D) سلبي دون وجود حساسية: يجب إعطاء الجلوبيولين المناعي المضاد لـ Rh (D) خلال 72 ساعة من تناول الجرعة الأولية.
  • يجب إجراء متابعة العلاج خلال 7 إلى 14 يومًا للتأكد من حدوث الطرد الكامل للحمل.
  • في حالة فشل العلاج، قد تحتاج المريضة للتدخل الجراحي.

تنصّ الشركة المصنِّعة على أن استخدام الميزوبروستول خارج نطاق الاستخدامات المعتمدة يجب أن يكون مخصّصًا للاستخدام في المستشفى فقط. 

ختامًا، دواء ميزوبروستول فعال وآمن لوحده، وهو خيار معقول للنساء اللاتي يسعين إلى الإجهاض في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، لكنه لا يُستخدم إلا تحت إشراف الطبيب.

يمكن لأي مختص تأكيد ما إذا كان الإجهاض الدوائي ناجحًا عن طريق إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية، أو فحص الدم بعد نحو أسبوع من تناول الأدوية. أما اختبار الحمل المنزلي المعتمِد على البول فيستغرق نحو شهر بعد الإجهاض الدوائي لإظهار نتيجة سلبية، لأن هرمون الحمل يستغرق وقتًا لينخفض ويختفي من الجسم.

 

المصادر:



#هل #دواء #ميزوبروستول #علاج #آمن #وفعال #للإجهاض

مصدر المقال الاصلي من موقع
www.sehatok.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى