بعد ضم ديميرال.. هل تتعاقد أندية السعودية مع نجوم أتراك آخرين؟

دخلت سوق الانتقالات الصيفية في السعودية أمتارها الأخيرة قبل إغلاقها، حيث يتطلع مختلف الأندية لتعزيز صفوفها أملاً في المنافسة على قمة الترتيب في دوري “روشن” للمحترفين، أو على الأقل حجز مركز متقدم في البطولة.

وأبرمتِ الأندية السعودية، خصوصاً المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة -وهنا يدور الحديث حول الهلال والنصر والاتحاد والأهلي- صفقات مدوّية من مختلف الجنسيات بينها تركيا، وسط تساؤلات تُطرح حول ميزات اللاعب التركي وخصائصه وما إذا كان سيحضر بشكل أكبر في الدوري السعودي في الفترات المقبلة من سوق الانتقالات.

ويرجّح مختصون بالشأن الرياضي أن ينعكس انتقالُ اللاعبين الأتراك إلى الدوري السعودي -في حال زادت وتيرة انضمامهم إلى فرق دوري «روشن»- إيجاباً على المنتخب التركي في ظل إبرام أندية السعودية صفقات مهمّة كاستقدام الهلال الثنائي البرازيلي نيمار ومالكوم، وانتداب الاتحاد الثنائي الفرنسي كريم بنزيمة ونغولو كانتي، وكذلك فعل النصر والأهلي.

ديميرال بألوان الأهلي

كان أهلي جدة قد فتح الباب أمام وصول اللاعبين الأتراك إلى البطولة السعودية بتعاقده في 19 أغسطس/آب 2023 مع المدافع ميريه ديميرال (25 عاماً) قادماً من أتلانتا الإيطالي، بعقد يمتد لثلاثة أعوام حتى صيف عام 2026.

وفي تعليقه على الصفقة، وصف النادي السعودي لاعبه الجديد بـ”المُحارب”، وذلك بعد تجربة احترافية ثريّة في الملاعب الأوروبية كان أبرزها مع يوفنتوس وساسولو وأتلانتا في إيطاليا، وقبلها مع سبورتنغ لشبونة البرتغالي، في حين كانت انطلاقته مع فنربهتشه التركي.

وديميرال -الذي قدم أوراق اعتماده سريعاً للجماهير منذ التحاقه بأهلي جدة- جزء من كوكبة صفقات كبيرة أبرمها النادي السعودي العائد إلى دوري الأضواء، على غرار الجزائري رياض محرز، والبرازيلي روبرتو فيرمينو، والإيفواري فرانك كيسيه، والجوهرة الإسبانية غابري فيغا وآخرين.

ولم يكن ديميرال اللاعب التركي الوحيد على طاولة الأندية السعودية في ميركاتو صيف 2023؛ إذ كشفت صحيفة “ميليت” التركية عن اهتمام نادي النصر بضمّ الدولي التركي هاكان تشالهان أوغلو، نجم خط وسط إنتر ميلان الإيطالي.

ويعد تشالهان أوغلو (29 عاماً) من أبرز نجوم المنتخب التركي، ولديه سجل حافل في الملاعب الإيطالية حيث دافع عن ألوان نادي ميلان، قبل أن يوقّع لجاره اللدود إنتر صيف عام 2021، وتبلغ قيمته السوقية 40 مليون يورو حسب موقع “ترانسفير ماركت” المتخصص بانتقالات اللاعبين.

وكان النصر، الذي دشن كبرى الصفقات المدوّية بضمه البرتغالي كريستيانو رونالدو أواخر العام المنقضي، قد عزز صفوفه بنجوم من العيار الثقيل كالسنغالي ساديو ماني والكرواتي مارسيلو بروزوفيتش والبرتغالي أوتافيو والإسباني إيمريك لابورت.

انتقالات متوقعة قادمة

ويعتقد الإعلامي الرياضي المهتم بالكرة التركية عروة قنواتي، أنّه خلال العامين المقبلين من سوق الانتقالات “ستكون هناك مجموعة من اللاعبين الأتراك من أبناء الجيل الحالي ومن المواهب داخل الدوري السعودي”.

ويوضح قنواتي في حديثه لـTRT عربي، أنّه في السنوات القادمة سيكبر رصيد الدوري السعودي من خلال استقطاب نجوم الكرة والأسماء المهمّة مما يجعل الدوري غاية كثير من اللاعبين والمواهب التي ترغب في اللعب إلى جانب هؤلاء النجوم أو منافستها في دوري واحد.

وحول أبرز الأسماء التركية التي قد تكون لها فرصة للعب في دوري “روشن”، يعدّد الإعلامي الرياضي بعضها، كمهاجم لاعب خيتافي أنيس أونال (26 عاماً)، ومدافع هوفنهايم الألماني أوزان كاباك (23 عاماً)، ومدافع روما الإيطالي زكي شيليك (26 عاماً)، إلى جانب تشالهان أوغلو.

لكنّ قنواتي يشير في الوقت نفسه إلى أنّ وجود اللاعبين الأتراك في الدوري السعودي “ليس غريباً، ولن يكون طفرة”، مستدلاً بتألق ليل ولاعبيه الأتراك حيث كُلّـل بالتتويج بلقب الدوري الفرنسي قبل عامين، على حساب باريس سان جيرمان المدجج بالنجوم والأسماء اللامعة.

وفي معرض استعراضه خصائص اللاعب التركي، يلفت الإعلامي الرياضي إلى أنّه يتميز بالروح والمنافسة، والمحاربة فوق أرضية الميدان وعدم الاستسلام للمنافس بسهولة.

ويضيف أنّه “على الرغم من فقر الكرة التركية للبطولات الأوروبية، فإنّ أجيالاً مهمة ظهرت مع نهاية الألفية الماضية وبداية الألفية الجديدة صارعت أكبر المنتخبات في أمم أوروبا وفي مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان حين حلّ منتخب تركيا في المرتبة الثالثة خلف البرازيل وألمانيا، علاوة على حضور أندية غلطة سراي وفنربهتشه وبيشكتاش في أبرز البطولات الأوروبية وكانت لها نتائج لافتة قبل 15 عاماً.

ومع هذه الإنجازات على مستوى الأندية والمنتخبات، يرى قنواتي أنّ “الدوري التركي يحتاج إلى مزيد من المحترفين، إلى جانب استضافة تركيا بطولة أمم أوروبا حتى يكبر اللاعب التركي في القارة الأوروبية والعالم”.

تاريخ اللاعبين الأتراك في السعودية

في سياق ذي صلة يعرّج صانع المحتوى الرياضي محمد جوهر، على تجربة اللاعبين الأتراك في الملاعب السعودية، مستحضراً تجربتي اللاعبين التركيين إيمري كولاك وبيرات أوزديمير.

وكان كولاك قد عزز صفوف الوحدة السعودي قادماً من ديبورتيفو لاكورونا الإسباني، حيث شارك مع الفريق السعودي في موسمي (2018-2019) و(2019-2020)، وسجل هدفاً وحيداً.

أما أوزديمير فقد حمل ألوان الاتفاق السعودي بدءاً من صيف عام 2022، قادماً من صفوف طرابزون سبور في عقد يمتد لثلاثة أعوام، وأحرز هدفاً بقميص “فارس الدهناء”.

وفي هذا الإطار يصف جوهر في حديثه مع TRT عربي، تعاقدات الأندية السعودية مع اللاعبين الأتراك بـ”الشحيحة”، ولكنّها في الوقت عينه “استقطابات كانت جيدة في العموم”، معرباً عن أمله في قدوم المزيد منهم خصوصاً بعد تعاقد أهلي جدة مع المدافع القوي ديميرال.

وحول أبرز المرشحين لخطف أنظار الأندية السعودية في قادم الفترات المقبلة من الميركاتو، يُرشَّح صانع المحتوى، الموهبة التركية سميح قليج صوى (17 عاماً) بناءً على حسّه التهديفي، إضافةً إلى أردا غولر (18 عاماً) المنتقل هذا الصيف إلى ريال مدريد الإسباني، حيث استبعد تخلي النادي الملكي عنه إلا في حالة الحصول على عرض مغرٍ، كما يبرز المخضرم تشالهان أوغلو الذي وصفه بـ”اللاعب الذي يصنع الفارق دائماً لناديه”.

تجدر الإشارة إلى أنّ السعودية وتركيا أبرمتا في 2009 اتفاقية تعاون بين البلدين في مجال الشباب والرياضة، حيث وقعها آنذاك الرئيس العام لرعاية الشباب في المملكة الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز، ووزير الدولة التركي كورشاد توزمن بحضور زعيمَي البلدين وقتها؛ العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس التركي عبد الله غول.