هل تعلم

ينخدع من يامنك.. – الشعب أونلاين




ينخدع من يامنك.. – الشعب أونلاين

















العجيبة الثامنة.. هذه أروع من العجائب السبع، بل إنها أعجب منها، ويمكنها أن تُلغيها جميعا، وتتربّع على (عرش الأعاجيب) دون منازع.. هذه العجيبة تشبه (التناقض) لولا أنها تنسجم في دواخل عقل صاحبها، وتكاد تكون (مفارقة) ولكنها متخفيّة، وقمّة العجب فيها أنّها متلصّقة بالأخلاق الفاضلة، رغم كونها عنوان لكلّ دنيّة، وبرهان على كلّ بليّة..

ولقد نما إلى أسماعنا، أن واحدا من صناع الأعاجيب، عبّر عن (سعادته) بموالاة الكيان الصهيوني، واستقوى به، ومنّى نفسه بالفتوح على يديه، ولم يلبث إلا قليلا حتى عاد لـ (يعبّر عن سعادته) بدفاعه الصّارم عن الشعب الفلسطيني، وحقه في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشّرقية، على أساس أن علاقاته الوطيدة مع قتلة الأطفال الفلسطينيين، منسجمة تماما مع مواقفه الشجاعة (فوق العادة)، وهو ما يعني – تلقائيا – أن «التناقض» مرتاح تماما في حبّة عقله، فهو يلقي على (تناقضه) سدولا من (التقوى) وجلابيبا من (الورع)، فيربط بين الإخلاص لـ (التّطبيع)، والإخلاص لـ (التّمييع) والإخلاص لـ(التّرويع)، ثم يضع (الإخلاصات) جميعا في علبة (الإيمان) بالقضية العادلة، وكل هذا بما يرضي الله، في كنف المودّة والمحبة والسلام.. وهذه قمّة العطاء الفنّي، بل هي قمّة الأداء المحترف، والواجب يقتضي الاعتراف بأنّها العجيبة الثّامنة التي تتفوق على عجائب الدّنيا السّبع..

على كل حال، هذه العجيبة الثامنة، تسمى في لغتنا (صحّانيّة الوجه)، وهي معروفة بأنها تمنح من (يتمتع بها) برودة في القلب، وضمورا في (النيف) يسمحان له بـ (السرقة مع السارق، والبكاء مع مول الدّار)؛ ولهذا وضع الجزائريون لها دواءها الشافي في القول المأثور: ينخْدعْ من يَامْنَك..

محمد كاديك

محمد كاديك

كاتب وإعلامي، دكتور في الأدب، ورئيس تحرير جريدة الشعب

wpDiscuz