الصحة النفسية

الأزمات النفسية كابوس يُنهي أحلام الشباب.. خبراء وعلماء نفس: تُجرد صاحبها من العقل وتدفعه للتفكير في الانتحار.. التوعية الأسرية ومنع المواد الإعلامية المُحرضة على العنف ضرورية

تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق

باتت الأزمات النفسية هي الدافع الأول والأساسي في وقائع الهروب إلي الموت، والتي يكون صاحبها قد فقد الأمل وتملكه الاكتئاب والشعور بالانهزامية والفشل، فيهرب من تلك الأزمات إلي الإقدام علي إنهاء حياته، وحول تفشي انتشار جرائم قتل النفس بسبب الاكتئاب والأزمات النفسية تناقش «البوابة نيوز» محاور تلك الظاهرة من خلال عرض أحدث الوقائع التي شغلت الشارع المصري في الآونة الأخيرة، وتحليل أسبابها، والوصول إلي حلول من خلال مناقشة أساتذة علم النفس والاجتماع في مصر.

سيدة التجمع
تملك إحساس اليأس من سيدة تحمل جنسية دولة من دول جنوب آسيا، عقب محاولتها المستمرة لإقناع زوجها يحمل نفس الجنسية علي السفر والعودة إلي أصدقائها وأسرتها، ولكن دون جدوي فمرت بحالة نفسية سيئة انتهت بها معلقة بحزام في الستارة داخل شقة بمنطقة التجمع بالقاهرة.

قولوا لبابا شكرًا
أقدمت طالبة مواليد 2003 مصرية الجنسية مقيمة بدولة الكويت، تدرس بكلية العلوم، علي إنهاء حياتها قفزًا من الطابق الرابع داخل الحرم الجامعي بمدينة صُباح السالم الجامعية بدولة الكويت، وقالت الطالبة في رسالة مكتوبة قبل إنهاء حياتها: «الحاجات اللي في الشنطة ادوها لماما وقولولها إني كنت بحبها أوي، وبابا عمره ما حسسني إني كبيرة، حتي أما مش بعمل حاجة غلط علطول موترني ويخليني أشك في نفسي، أحب أقوله شكرًا».

على طريقة أبوالعربي

حاول شاب يدعي «إسلام» إنهاء حياته علي طريقة فيلم «السيد أبوالعربي وصل»، عقب صعوده إلي أعلي برج خشبي مهددًا بالقفز بمركز أوسيم شمال محافظة الجيزة، وتمكنت الأجهزة الأمنية من إقناعه علي العدول عن فكرة الانتحار وتم إنقاذه وانزاله وتم التحفظ عليه داخل ديوان المركز، وكشفت تحريات ضباط مباحث مركز شرطة أوسيم بالجيزة الأولية أن الشاب يعاني من أزمات نفسية واضطرابات مؤخرًا وأنه صعد بقصد إنهاء حياته ولكن سرعة وصول القوات حالت دون ذلك.

جرائم
حاول عامل التخلص من حياته، بإشعال النار فى نفسه بمنطقة بشتيل بالجيزة وتم نقله إلى مستشفى إمبابة العام لتلقى العلاج، وبينت التحريات الأولية أن المصاب كان يمر مؤخرًا بأزمة نفسية، وأقدم شاب على الانتحاربشنق نفسه داخل شقة بمنطقة مصر الجديدة، وذلك بسبب مروره بأزمة نفسية.

كما أقدمت ربة منزل تحمل جنسية عربية علي الانتحار شنقاً لمعاناتها من الاكتئاب وتتناول الأدوية للعلاج منها، ويوم الواقعة تفاجأ زوجها بانتحارها.

كما أقدمت فتاة إثيوبية الجنسية تدعي «دينا» علي إنهاء حياتها بإلقاء نفسها من علو في دار السلام، وكشفت تحريات رجال المباحث مرورها بأزمة نفسية ولا شبهة جنائية في الواقعة.

طالبة شبرا الخيمة ومسن الدقهلية
أقدمت طالبة في الصف الثاني الثانوي بشبرا الخيمة على الانتحار، بإلقاء نفسها من الطابق الثاني لمنزلها، بسبب خلافات مع والدها، وجرى نقلها إلى مستشفى ناصر العام في حالة خطرة لتلقي العلاج، وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.

وأنهى مسن بقرية كفر سرنجا مركز ميت غمر محافظة الدقهلية، حياتة بـ«الحبة السامة» تستخدم في حفظ الغلال، وذلك بعد مروره بأزمة نفسية وجرى نقل جثمانة لمشرحة مستشفى المنصورة الدولي تحت تصرف النيابة العامة.

تحليل نفسي
أرجع الدكتور جمال فرويز، الاستشاري النفسي، أسباب تلك الوقائع إلي الأزمات النفسية التي يمر بها الشخص ومدي قوة تحمله لها والمرور منها، موضحًا بأن الحالة النفسية السيئة تجرد صاحبها من التفكير السليم ونسيان الجوانب المشرقة في حياته والتفكير في كل ما هو سيئ الأمر الذي يقود صاحبه إلي الانتحار أو ارتكاب جريمة للهروب من الحياة.

الشعور بالخُذلان
وقالت الدكتورة رحاب العوضي، أستاذ علم النفس السلوكي، إن أسباب تلك الوقائع هو شعور المنتحر بالخُذلان من الآخرين، حيث يتعرض ذلك الشخص إلي صدمة من آخر مقرب لديه فيشعر بالخُذلان ويدخل في حالة نفسية سيئة تدفعه للتفكير في إنهاء حياته ثم تطورت تلك الأفكار إلي انتقاء طريقة للانتحار ومن ثم التنفيذ.

التوعية الأسرية
ومن جانبها قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، لابد من تفعيل دور أماكن العبادة ورجال الدين في توعية الأفراد، وإبراز دور الأسرة في الحياة المجتمعية، مشيرة إلي أن المادة الإعلامية المتناولة والتي تذاع داخل البيوت تحرض على العنف والدماء ويراها الأطفال وهو ما يرسخ بداخلهم مبادئ العنف، مؤكدةً بأن هناك اهتمامات يجب وضعها في الحسبان وهي الفرد الذي تقوم عليه المنظومة.

وأشارت كذلك إلي ضرورة التوعية بدور المرأة، وأن الدور الذي يجب أن يعرض هو الدور الأسري وكيفية التعامل مع الزوج والأطفال والتوعية الشاملة بالدور المجتمعي للمرأة.

وأضافت أستاذ علم الاجتماع علي ضرورة إعطاء الثقة للفرد وأنه يستطيع أن يكون أفضل، وكذلك شددت على دور المثقفين في مصر والاهتمام بهم وتوجيه العمل علي تمثيليات تثقيفية عن دور الأسرة والمرأة، وكذا تشجيع المواهب والشعراء من النشء، فمصر ولادة بالنبغاء وضربت خضر بنجيب محفوظ و طه حسين وكيف كان العالم يتعلم من علماء مصر؟، وكذلك بث روح الحب والتسامح بين أفراد المجتمع للوصول إلي الفضائل والبعد عن العنف ونبذه.

الاكتئاب واليأس
بينما أرجع الدكتور أحمد فخري استشاري الطب النفسي وتعديل السلوك بجامعة عين شمس، تلك الحالات إلي الاكتئاب وفقدان القدرة على توجيه وكذا حالات الفصام العقلى واضطرابات الشخصية والحالة المزاجية السيئة، حيث يفقد الشخص ماهيته ويصبح كشخص آخر لا يستطيع قيادة نفسه والخروج بها من براثن الضعف والانكسار وينساق وراء التفكير غير السوي ومن الإقدام علي التخلص من نفسه أو ارتكاب جريمة.

وأضاف «فخري» بأن حالات الانتحار مرتبطة بالاضطرابات النفسية في غالبية الوقائع، ولكن أيضًا هناك وقائع تأتي فجأة أي عند حدوث الأزمة يفكر الشخص ويقرر إنهاء حياته في نفس الوقت ويقدم علي الانتحار، مشيرًا إلى أن الانتحار ظاهرة عالمية.

وأضاف بأن شعور هولاء الأشخاص باليأس يعد أيضًا سببًا رئيسيًا في حدوث تلك الوقائع، مؤكدًا علي ضرورة إعادة الروابط الأسرية والاجتماعية بين الأفراد لانعكاس تلك الروابط علي الحالة النفسية لدي البعض الأكثر حساسية وهشاشة، مضيفًا بأننا بحاجة إلي تفعيل جهاز الإرسال والاستقبال العاطفي لدينا وزيادة شعورنا بالآخرين، وكذلك منع وحجب المواد الإعلامية المحرضة علي العنف وتفعيل الدور الإعلامي في التوعية الأسرية.

#الأزمات #النفسية #كابوس #ينهي #أحلام #الشباب #خبراء #وعلماء #نفس #تجرد #صاحبها #من #العقل #وتدفعه #للتفكير #في #الانتحار #التوعية #الأسرية #ومنع #المواد #الإعلامية #المحرضة #على #العنف #ضرورية #الصحة النفسية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى