الصحة العامة

الترامادول يُحدث تشوهات في الحيوانات المنوية ويقلل عددها

يُعَدُّ العقم من المشكلات الطبية والاجتماعية الرئيسية، إذ يبلغ معدل انتشاره عالميًّا 15%، ويصيب ما لا يقل عن 30 مليون رجل في جميع أنحاء العالم.

ويمثل العقم لدى الذكور قرابة 40٪ من جميع حالات العقم، ويعاني الكثير من الرجال من العقم بالرغم من أن نتائج تحليل السائل المنوي لديهم تبدو طبيعية؛ إذ لا يوفر هذا التحليل دائمًا معلوماتٍ تشخيصيةً كاملةً في حوالي 25٪ من حالات الإصابة، وعادةً ما يرجع ذلك إلى الإجهاد التأكسدي، وفق نتائج دراسات سابقة أظهرت أنه قد يقف وراء اصابات العقم غير المشخَّص أو غير المسبَّب.

ارتبط الانخفاض في وظيفة الحيوانات المنوية بالإجهاد التأكسدي، الذي يحدث عندما يتم تثبيط نشاط الإنزيمات المضادة للأكسدة، وتطغى المواد المؤكسدة على مضادات الأكسدة.

وأظهرت نتائج دراسات سابقة أنه يعطل وظيفة الحيوانات المنوية عن طريق توليد الشوارد الحرة (Free Radicals) في السائل المنوي، إلا أن الإنزيمات المضادة للأكسدة يمكن أن تؤدي دورًا مهمًّا في تنظيف تلك الشوارد الحرة، مما قد يؤدي إلى تحسين الخصوبة في الإنسان.

دراسة مصرية حديثة نُشرت في دورية “نيتشر ساينتفك ريبورتس”، سعت إلى معرفة التأثيرات الوقائية لبعض مضادات الأكسدة على عقار الترامادول وتأثيراته السامة على خصائص السائل المنوي والهرمونات الستيرويدية وإنتاج بعض البروتينات والإنزيمات المهمة في حيوانات التجارب (الأرانب).

أظهرت نتائج الدراسة أن “الترامادول” يؤثر تأثيرًا قويًّا على الحيوانات المنوية ويُحدث تشوهات فيها ويقلل أعدادها، ووجد الباحثون أن حجم السائل المنوي وحركة الحيوانات المنوية وأعدادها انخفضا انخفاضًا ملحوظًا بعد عدة أسابيع من علاجها بالترامادول، وكذلك انخفضت مستويات هرمونَي التستوستيرون والإستروجين.

استخدم الباحثون مضادات الأكسدة التي يُنصح بها لمرضى السرطان الذين يتناولون الترامادول لتقليل آلام السرطان، مثل الثوم والسيلينيوم، والأخير من المعادن التي يحتاج إليها الجسم، ويوجد بشكل طبيعي في الماء وبعض الأطعمة مثل المأكولات البحرية والبيض والدجاج والحبوب الكاملة كالشوفان.

مُسكِّن ومُخدِّر

الترامادول هو عقار أفيوني اكتُشف وصُنع لأول مرة عام 1962 من قِبل شركة ألمانية لعلاج الألم، واليوم يستخدمه ملايين المرضى كدواء مسكن لتخفيف الآلام الشديدة التي تسببها السرطانات والأمراض الأخرى، في عام 2019 كان الترامادول هو الدواء الخامس والثلاثون الأكثر شيوعًا في الولايات المتحدة، بأكثر من 19 مليون وصفة طبية.

تقول سماح سعيد، أستاذ مساعد بقسم الأدوية والسموم في كلية الصيدلة بجامعة مصر الدولية، لم تشارك في الدراسة: “المركَّبات الأفيونية هي تلك المواد المستخرجة من بذور نبات الخشخاش مثل المورفين، وكذلك المركبات الاصطناعية وشبه الاصطناعية ذات الخصائص المماثلة التي يمكن أن تتفاعل مع مستقبلات المواد الأفيونية في الدماغ كالترامادول”.

يقول صلاح شويتة، أستاذ الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية في قسم التكنولوجيا الحيوية بمعهد الدراسات العليا والبحوث بجامعة الإسكندرية، وأستاذ بقسم الكيمياء الحيوية الإكلينيكية بكلية الطب في جامعة الملك خالد السعودية، والباحث المشرف على الدراسة: “اخترنا عقار ترامادول لشيوعه وكثرة استخدامه، سواء من قِبل مرضى السرطان أو تعاطيه من قِبل المدمنين، بدأنا دراسة الترامادول منذ أكثر من خمس سنوات ضمن دراسات مختلفة”.

صلاح شويتة، أستاذ الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية في قسم التكنولوجيا الحيوية بمعهد الدراسات العليا والبحوث بجامعة الإسكندرية، وأستاذ بقسم الكيمياء الحيوية الإكلينيكية بكلية الطب في جامعة الملك خالد السعودية، والباحث المشرف على الدراسة

يقول نيكولا بيرنابو، أستاذ مشارك في علم وظائف الأعضاء البيطري بجامعة تيرامو الإيطالية، وباحث مشارك بمعهد الكيمياء الحيوية وبيولوجيا الخلية، التابع للمجلس القومي للبحوث في إيطاليا: “تشمل الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا للترامادول الغثيان والدوار وجفاف الفم وعسر الهضم وآلام البطن والدوار والقيء والإمساك والنعاس والصداع، كما اقترحت بعض الدراسات في الآونة الأخيرة أن للترامادول تأثيرًا سلبيًّا على خصوبة الذكور، سواء في البشر أو في النماذج الحيوانية، وقد يكون هذا التأثير الجانبي المحتمل للترامادول ناتجًا عن مجموعةٍ مختلفةٍ من التأثيرات البيولوجية، مثل الزيادة في الإجهاد التأكسدي، والخلل الوظيفي في الميتوكوندريا”.

يُعَدُّ الترامادول أحد مسببات اضطراب الغدد الصماء، وهي مواد كيميائية تتداخل مع عمل أنظمة الغدد الصماء (أو الهرمونات) إذا ما أُخذت بجرعات معينة، يضيف “بيرنابو”: “يسبب الترامادول خفض مستويات العديد من الهرمونات المرتبطة بالخصوبة، هذا التأثير المحتمل مقلقٌ للغاية؛ لأنه من المعروف أن الخصوبة البشرية آخذةٌ في التناقص بشكل مستمر وهائل في العقود الماضية، وهذه الحالة هي حالة إكلينيكية معقدة ناتجة عن تفاعُل العوامل الوراثية والبيئية، إذ يؤدي نمط الحياة دورًا رئيسيًّا، وتُعَدُّ الأدوية ومضادات الغدد الصماء من الأسباب البيئية الرئيسية المقترحة كمسببات للأمراض”.

يعتقد أحمد جاد -الباحث في معمل التكاثر الحيواني والتكنولوجيا الحيوية (ARBL)، بجامعة ولاية كولورادو الأمريكية- أن نتائج الدراسة توفر نظرة ثاقبة على التأثير السلبي للترامادول على خصوبة الذكور، ويعتقد أنها “بمنزلة رسالة تحذير للأشخاص المدمنين على الترامادول أو الذين يستخدمونه كعقار مسكن لتخفيف الآلام الشديدة”.

إساءة استخدام الترامادول

إن إساءة استعمال المواد الأفيونية لأغراض غير طبية، ولفترات طويلة دون إشراف طبي، تؤدي إلى إدمانها وإلى مشكلات صحية أخرى، توضح “سعيد”: “تناول جرعات زائدة سامة من الترامادول قد يؤدي إلى الوفاة بسبب تأثيره على الجزء المخصص من الدماغ لتنظيم عملية التنفس، مما يؤدى إلى توقف التنفس وفقدان الوعي، كما أن هناك آثارًا جانبية شائعة له في الجرعات العلاجية المعتادة عند استخدامه لفترات طويلة، أهمها تلف الكبد والكلى والضعف الجنسي.

المشكلة في الترامادول أنه متاحٌ في الصيدليات بوصفة طبية وسهل الاستخدام، على عكس المورفين الذي يتوافر داخل المستشفيات فقط للاستخدام في حالات الألم الشديدة، كحالات مرضى السرطان، لذا فالحصول على الترامادول قد يكون أسهل من غيره من المواد الأفيونية، تؤكد “سعيد” أن استخدامه لا بد أن يكون لفترة محددة بوصفة طبية وتحت إشراف طبيب وبتركيزات محددة، كما يجب سحبه من المرضى بالتدريج وبأسلوب معين.

تقول “سعيد”: “إساءة استخدام الترامادول وتعاطيه بجرعات عالية أمرٌ شائعٌ بين بعض فئات المجتمع، نظرًا لما يسببه من الشعور بالنشوة والسعادة، إلى جانب كونه مسكِّنًا قويًّا، يلجأ إليه بعض الأفراد بشكل غير قانوني للتغلب على التعب ومواصلة العمل ساعاتٍ طويلة دون تعب أو كلل”، وتشير “سعيد” إلى أن الإدمان يحدث من الجرعات العالية للمواد الأفيونية، أما الجرعات العلاجية، سواء من المورفين أو الترامادول فهي لا تسبب الإدمان، لذا من الضروري أن يلتزم جميع الصيادلة بعدم صرفه إلا بوصفة طبية وبالجرعات العلاجية التي لا تسبب الإدمان.

دكتور صلاح شويتة مع بعض طلابه

الإجهاد التأكسدي

الإجهاد التأكسدي هو اختلال التوازن بين الشوارد الحرة (Free Radicals) ومضادات الأكسدة (Antioxidants) في الجسم، فالشوارد الحرة هي جزيئات تحتوي على الأكسجين مع عددٍ غير متساوٍ من الإلكترونات، هذا العدد غير المتساوي يتيح لها التفاعل بسهولة مع الجزيئات الأخرى، يمكن أن تسبب الشوارد الحرة سلسلةً من التفاعلات الكيميائية في الجسم لأنها تتفاعل بسهولة مع الجزيئات الأخرى، هذه التفاعلات تسمى الأكسدة، ومن الممكن أن تكون مفيدةً أو ضارة.

مضادات الأكسدة هي جزيئات يمكنها التبرع بإلكترون للجذور، مما يؤدي إلى استقرار الشوارد الحرة فتصبح أقل تفاعلًا.

تقول “سعيد”: “تجذب مضادات الأكسدة اهتمام العلماء لأهميتها، عادةً ما يتداخل الإجهاد التأكسدي مع جميع الأمراض وكذلك الأعراض الجانبية للعقاقير والأدوية المختلفة، يؤدي الإجهاد التأكسدي إلى إنهاك مضادات الأكسدة الطبيعية في أجسامنا، وبالتالي فإن الاستعانة بمضادات الأكسدة لها دورٌ إيجابي ومهم، إذ تعوض النقص الذي نتعرض له في حالات المرض”.

يقول “بيرنابو”: “تولِّد بعض الحالات المرضية وتعاطي المخدرات والتدخين والسمنة ودوالي الخصية إجهادًا تأكسديًّا في الأنسجة التناسلية الذكرية، على الرغم من أن هذا الإجهاد غير قادر على إحداث التغيير الجيني في الخلايا الجنسية الذكرية، ولكنه يتسبب في تلف الحمض النووي، ويسبب ضررًا في غشاء البلازما الخاص بالحيوانات المنوية”.

في دراسات سابقة أجراها الفريق البحثي، وجدوا أن الثوم والسيلينيوم لهما دورٌ في حماية الكبد والأعضاء الأخرى للفئران من الآثار الضارة للمركبات السامة، بينما أرجعت الدراسة النقص الذي حدث في مستويات التستوستيرون إلى نقصٍ في الإنزيمات التي تقاوم الإجهاد التأكسدي الضار الذي يسبب العديد من الأمراض بسبب زيادة نسبة الشوارد الحرة، أظهرت نتائج الدراسة الحالية أن المعالجة المُسبقة بالثوم والسيلينيوم أو مزيجهما خففت التأثيرات السامة للترامادول وأعادتها إلى مستوياتها الطبيعية، كما أظهرت الفحوص النسيجية أن الترامادول تسبَّب في تلف الحيوانات المنوية في الخصيتين وعدم نضجها، بينما أظهر العلاج بالثوم والسيلينيوم زيادةً في إنتاج الحيوانات المنوية الصحية.

توضح “سعيد”: “تغلَّب الباحثون على التأثيرات الضارة للترامادول من خلال إعطاء حيوانات التجارب جرعاتٍ استباقيةً وقائيةً من مستخلص الثوم وأيضًا السيلينيوم أو الاثنين معًا، وهما من مضادات الأكسدة المهمة، مما أدى إلى مقاومة الإجهاد التأكسدي الذي سبَّبه تناول الترامادول، ما أدى إلى زيادة نشاط الإنزيمات المقاوِمة للأكسدة ونقص مستوى الشوارد الحرة الضارة بالجسم، وما يتبعه من زيادة معدل التستوستيرون مرةً أخرى وحدوث تحسُّن ملحوظ في نشاط الحيوانات المنوية التي تم فصلها من حيوانات التجارب.

فحص الباحثون خصائص السائل المنوي ومستويات الهرمونات الستيرويدية ونشاط الإنزيمات المضادة للأكسدة في الخصيتين، والتعبيرات البروتينية لإنزيمات السيتوكروم P450 المختلفة، وهي بروتينات مسؤولة عن أيض معظم الأدوية التي يتناولها الإنسان كما هي مسؤولة أيضًا عن تكوين الهرمونات الذكرية والأنثوية.

أشادت “سعيد” بالدراسة، موضحةً أن مضادات الأكسدة المستخدمة متوافرة حاليًّا بكثرة وبأسعار في متناول الجميع، كما أشارت إلى أن السيلينيوم عنصر مهم لصحة الجهاز المناعي والخصوبة لدى كلٍّ من الرجال والنساء، كما أنه ضروري لصحة الغدة الدرقية والتمثيل الغذائي، ويُعد أحد مضادات الأكسدة القوية، وبالتالي يُقلل من الإجهاد التأكسدي الذي تم ربطه بالعديد من الأمراض المزمنة، ويمكن الحصول على السيلينيوم من المصادر الغذائية الطبيعية أو عن طريق تناوُل المكملات الغذائية بجرعات محددة يصل أقصاها إلى 200 مجم يوميًّا لحالات النقص الشديد.

وصف “بيرنابو” الدراسة بأنها مثيرةٌ للاهتمام، وأنها تُلقي ضوءًا جديدًا على الطريقة التي يؤثر بها الترامادول سلبًا على خصوبة الذكور، ولكنه أشار إلى أن عدد حيوانات التجارب المستخدمة في الدراسة منخفضٌ نسبيًّا، كما لم تتوافر معلومات كافية حول الخلفية الوراثية لتلك الحيوانات، كما أفاد “بيرنابو” بأن الباحثين استخدموا مسحوق الثوم كمضاد للأكسدة، ومعروف أنه غني بمركبات تقلل الإجهاد التأكسدي، ولكنه من ناحية أخرى، مثل أي مستخلص طبيعي، يصعب تحديد خصائصه ومكوناته بدقة.

نصائح وتوصيات

يعتقد الباحثون أن نتائج دراستهم تمهد الطريق لاكتشاف نهجٍ جديدٍ للحد من سُمية الترامادول، يقول “شويتة”: يمكن تقليل آثار الترامادول بتناول مسحوق الثوم أو السيلينيوم أو الاثنين معًا قبل تناول الترامادول بساعتين على الأقل.

 يقول “جاد”: “حتى لو كانت بعض الإضافات مثل الثوم أو السيلينيوم يمكن أن تحمي ضد الإجهاد التأكسدي الناجم عن الترامادول، ما زلنا لا نعرف ما إذا كان هذا سيعمل على البشر أيضًا، وما زلنا لا نعرف ما هي الآثار طويلة المدى على الأجيال الحالية والقادمة، لذلك يجب إجراء الدراسات السريرية على الرجال الذين تناولوا الترامادول كعلاج قبل التوصية بالسيلينيوم أو الثوم كعلاجات مسبقة للعلاج بالترامادول”.

ينصح “بيرنابو” بالاستناد إلى نهج بحثي أكثر تحليليةً يعتمد على تقنيات مثل علم البروتيوميات، الذي من شأنه دراسة جميع أنواع البروتينات ووظائفها، وكذلك تقنيات علم الجينوم، الذي يدرس المادة الوراثية بكاملها داخل مختلِف الكائنات الحية، وذلك بهدف التحقيق في الاستجابة البيولوجية للجهاز التناسلي الذكري للعقاقير المعقدة واسعة الانتشار، مثل الترامادول.

يضيف “جاد”: اعتمد الباحثون على خصائص السائل المنوي كمؤشر لخصوبة الذكور، ومع ذلك، سيكون من المفيد أكثر أن يستخدم الباحثون ذكور الأرانب المعالجة بمضادات الأكسدة لتلقيح الإناث، وذلك للتحقق من معدل الحمل كمؤشر أكثر قيمةً لخصوبة الذكور.

أوضح “شويتة” أن “الفريق البحثي واجه عدة عقبات فيما يتعلق بغياب الدعم المادي للبحث، ولكنهم تمكنوا من إكماله من خلال الجهود الشخصية عن طريق توفير الكيماويات من خارج مصر، وإسهام طالبة دراسات عليا بحيوانات التجارب”، وأفاد أنه يمكن للأطباء تجربة العلاج المقترح على مرضى السرطان الذين يتناولون الترامادول؛ إذ إن المواد المستخدمة غير ضارة ونستهلكها في غذائنا اليومي، يقول “شويتة”: لا ضرر من كثرة استهلاك الثوم، ولكن يجب الحرص في تناول السيلينيوم، وتناوله بكميات قليلة جدًّا؛ لأن له تأثيرًا سامًّا عند الاستخدام بكثرة، إذ يعمل على تثبيط نشاط بعض الإنزيمات الضرورية والمهمة في الجسم.

تقول “سعيد”: “من النادر حدوث حالات تسمم بالسيلينيوم بسبب الجرعة الزائدة، خاصةً من المصادر الغذائية، ولكن قد يكون لجرعة زائدة من المكملات عالية التركيز آثار سلبية قد تشمل رائحةً تشبه الثوم في النفَس وطعمًا معدنيًّا في الفم وغثيانًا، لذا ننصح دائمًا بمتابعة الطبيب المختص حتى في حالات تناول المكملات الغذائية والفيتامينات؛ لأن الإسراف في تناول هذه المركبات ليس آمنًا بصورة مطلقة كما يعتقد البعض، حتى ولو لم يسبب أعراض تسمم خطيرة”.

#الترامادول #يحدث #تشوهات #في #الحيوانات #المنوية #ويقلل #عددها #الصحة الإنجابية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى