الصحة النفسية

«ماوراء السعادة».. روشتة مجانية و6 أسرار لتكون راضيا عن نفسك

بعيدا عن السياسة وصراعاتها ومؤامراتها وعن الحروب التى تقتل المئات كل يوم، ومع استشعارى أن الكثير منا فى عالم اليوم يفتقد للسعادة. ربما ذلك بسبب ضغوط الحياة اليومية أو حتى بسبب الضغوط الاقتصادية التى فرضتها الحرب الروسية الأوكرانية على العالم أجمع وتسببت فى ارتفاع تكاليف المعيشة فى العديد من دول العالم، وكان لنا فى مصر بالطبع نصيب منها، لتلك الأسباب وقع اختيارى على كتاب «ما وراء السعادة» للطبيبة النفسية جينيفر جوتمان، لعلها تحمل روشتة يمكنها أن تساعد الكثيرين، فقد وضعت الطبيبة الأمريكية ستة شروط أو ستة أسرار لتحقيق السعادة والرضا. تربط الطبيبة النفسية السعادة بالشعور بالرضا فلا سعادة بدون أن يكون الانسان راضيا، وبما أن نصف سكان الكرة الأرضية غير سعداء ويشعرون بالإحباط بدرجات متفاوتة، فقد رأيت عرض الكتاب لعل القارئ يجد فيه ما ينقذه من الاكتئاب.

الكتاب الذى صدر الشهر الماضى يقدم خلاصة تجارب شخصية وبحثية أجرتها جوتمان تبين منها أن 40% من الأمريكيين غير سعداء وغير راضين عن أنفسهم ويعيشون حالة دائمة من الاكتئاب !! ولكن بالتأكيد ليس الأمريكيون وحدهم هم من يشعرون بذلك، فالعالم أجمع يعيش منذ انتشار وباء كوفيد 19 فى حالة من التوتر والخوفا، ثم جاءت حرب روسيا وأوكرانيا لتضيف اكتئابا جديدا لسكان الأرض وخوفا مما هو قادم. تصورت الكاتبة أن قراءة الكتاب والالتزام بما قررته من الأسرار التى كشفتها والنصائح التى وضعتها قد تحقق الرضا والأمان للمرضى. وهدف الكتاب ليس مجرد العلاج من الاكتئاب، ولكن نقل المرضى الى حياة أفضل يشعرون فيها بالرضا والأمان الدائم.

دول كثيرة تعتبر سعادة مواطنيها قضية بالغة الأهمية وتوجه لها اهتماما كبيرا فى السنوات الأخيرة وتسعى حكوماتها الى أن تقدم لأبنائها الوسائل والأدوات الضرورية التى تجعلهم سعداء أو بمعنى أدق راضين عن حياتهم. فنلندا وشعبها يصنف أكثر شعوب العالم سعادة على سبيل المثال. وبالنسبة لعالمنا العربى – الذى أعتقد أن غالبية مواطنيه غير سعداء وغير راضين عن حياتهم – سبقت حكومة الامارات العربية فى عام 2016 كل الدول العربية بانشاء «وزارة الدولة للسعادة» وتهدف من هذه المبادرة أن تكون دولة الامارات ضمن أفضل خمس دول فى العالم تحقيقا للسعادة لشعبها والمقيمين على أرضها. وكان أول قرار اتخذته وزارة السعادة وضع « البرنامج الوطنى للسعادة والايجابية «. لكن السعادة أو الرضا فى نظر الدكتورة جوتمان ليست أجهزة وأدوات ومالا وفيرا يحقق لصاحبه متطلبات الحياة، بل هى فى إيجاد مناخ مناسب سياسى واجتماعى وقدر من المساواة بين أبناء الوطن وبحث أسباب العزلة وعدم التواصل مع الأصدقاء والأقارب.

تقول الطبيبة إن السعادة هى انعكاس لمشاعرنا العاطفية وأن مئات الشباب يتصلون بعيادتها ويصرون على لقائها لأنهم يعانون الاحباط واليأس، وعدم التواصل مع الأصدقاء واأقارب. هم قلقون على مستقبلهم ويخشون من الفشل فى دراساتهم وفى حياتهم العملية، أما سؤالهم الملح والدائم فهو: متى سوف يشعرون أنهم سعداء ؟ وكثير من المرضى يخشون أنهم لن تتحقق لهم السعادة طوال حياتهم، فهم لايستطيعون السيطرة على مشاعرهم وبالتالى لن يحققوا نجاحا فى حياتهم، معتبرين الهزيمة واليأس هما قدرهم.

طوال السنوات الخمس الماضية جمعت الطبيبة تجربتها الشخصية مع النظريات العلمية التى استعانت بها طوال عملها فى العلاج النفسى فى الثلاثين عاما الأخيرة، حيث كان يتابعها أسبوعيا مليونا مشاهد على «اليوتيوب» عبر سلسلة مقاطع فيديو تحت عنوان «حياة راضية مستمرة» بالاضافة الى مقالها الشهرى فى المجلة الأمريكية «علم النفس اليوم». الدكتورة جوتمان توصى مرضاها بأنهم يجب أن يواجهوا كل الأحداث الأليمة التى يمرون بها فى حياتهم، وأن فقدان صديق أو قريب أو مرضه لن يغير شيئا فالحياة مستمرة ولن تتوقف. وتحكى تجربتها الشخصية فى المعاناة. لقد قضت تسع سنوات فى معركة مع الأطباء بخصوص مرض إبنها الذى أصيب بمرض فشلوا فى تشخيصه وانتهى به الى جراحة فى القلب. ولم تمر سوى أسابيع، لتواجه هى بمرض يهدد حياتها وفى أثناء تحديها للمرض ورغبتها الشديدة فى الحياة، مات والدها الذى كانت ترتبط به وكان الانسان الأقرب الى قلبها من كل من حولها. وعلى غير المتوقع خرجت من هذه الأحداث الأليمة إنسانة قوية لديها إصرار على العيش راضية وسعيدة، ولكن كيف حدث ذلك ؟

قامت جوتمان بتحليل الخطوات التى اتخذتها فى مواجهة حالة الاحباط والألم حتى تبقى متفائلة رغم كل العقبات التى تجاوزتها. وكانت الخطوة التالية مشاركة المرضى معها فى طرق العلاج التى قامت بها لتخرج من حالة اليأس والاحباط ثم تطبيق هذه الطرق على المرضى.تنصح الدكتورة جوتمان المترددين عليها باستخدام ست طرق لتحقيق الرضا الدائم فى حياتهم، بل ومساعدة المقيمين معهم فى بيوتهم على تجاوز مشاعر الخوف والاحباط للوصول الى الرضا. روشتة جوتمان المجانية لطرق العلاج، الذى لايكلف مالا ومتاحا الحصول عليه للكبار وللصغار، تتلخص فى أن يتجنب الشخص الادعاء والغطرسة التى تبعده عن من هم حوله، ومواجهة أى مخاوف بقوة، واختيار أصدقاء أصحاء فى سلوكهم، وعدم التردد فى اتخاذ القرارات، والسعى على اجادة العمل، والحرص إلى الاهتمام بالصحة العامة بوجه عام. تقول الدكتورة جوتمان فى النهاية إن هذا التكنيك من شأنه أن يساعد على تحسن الشعور بالحب، وعلى المرونة وعدم التصلب وعلى الصبر والثقة بالنفس. لكن هل يمكن حقا للفرد منا اتباع تلك الروشتة والالتزام بكل ما فيها بسهولة؟

رابط دائم: 

#ماوراء #السعادةروشتة #مجانية #و6 #أسرار #لتكون #راضيا #عن #نفسك #الصحة النفسية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى