الصحة النفسية

أكثر المُحليات الصناعية شيوعا.. الأسبارتام يزيد من الشعور بالقلق لدى الفئران وتمتد آثاره لأجيال

يدخل الأسبارتام في تحلية آلاف الأنواع من المنتجات الغذائية. فهل ثمة علاقة تربط بين استهلاك المشروبات المحلاة يوميا وبين شعورنا بالقلق؟

أشارت دراسة حديثة نشرها باحثون من كلية الطب التابعة لجامعة ولاية فلوريدا (Florida State University) إلى وجود ارتباط بين الأسبارتام -وهو أحد أكثر أنواع المُحليات الصناعية شيوعا- وبين سلوك يشبه القلق في الفئران. وقد نشرت الدراسة في دورية “بروسيدنغز أوف ناشونال أكاديمي أوف ساينسز” (PNAS).

مُحلّ واسع الاستخدام

وبحسب الدراسة، فإن الأسبارتام (aspartame) يستخدم على نطاق واسع في الأطعمة والمشروبات منخفضة السعرات الحرارية. وقد ازداد استخدامه -منذ الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية في العام 1981- بشكل مطرد، وذلك رغم من وجود أدلة تشير إلى آثاره الضارة المحتملة على الصحة.

يدخل الأسبارتام في تحلية ما يقرب من 5 آلاف منتج غذائي (بيكسابي)

ويدخل الأسبارتام اليوم في تحلية ما يقرب من 5 آلاف منتج غذائي يستهلكها البشر، من ضمنهم النساء الحوامل والأطفال. ويبلغ إنتاج الأسبارتام السنوي من 3 آلاف إلى 5 آلاف طن متري في جميع أنحاء العالم.

ويذكر أن الأسبارتام يتحلل -بعدما يتم تناوله عن طريق الفم- إلى مكونات أساسية (وهي حمض الأسبارتيك والفينيل ألانين والميثانول)، والتي من الممكن أن يكون لها جميعا تأثيرات كبيرة على الجهاز العصبي المركزي.

آثار ضارة

ورغم أن بعض الدراسات قد اهتمت بمعرفة تأثير الأسبارتام على بعض النواقل العصبية (مواد كيميائية تنقل الإشارات بين الخلايا العصبية في الدماغ)، فإنها لم تتعرض لمعرفة آثاره على سلوكيات مثل الذاكرة أو الاكتئاب. وإضافة لذلك، فهناك بعض التقارير التي تشير إلى وجود آثار جانبية للأسبارتام تسبب السرطان.

أظهرت فئران التجارب التي تناولت الأسبارتام أعراض قلق قوي تعتمد على الجرعة (بيكسابي)

وبحسب إدارة الغذاء والدواء الأميركية، فإن الحد اليومي الأقصى الذي يوصى به لاستهلاك الأسبارتام هو 50 مجم/كجم، وهو ما تعتبره الولايات المتحدة بالحد الآمن لاستهلاكه.

ورغم ذلك، فقد أشارت الدراسة إلى أن فئران التجارب التي تناولت حتى 15% فقط -لمدة 12 أسبوعا- من الحد الموصى به من الأسبارتام قد ظهرت عليها أعراض قلق قوية تعتمد على الجرعة التي استهلكتها، وذلك وفقا للبيان الصحفي الذي نشرته جامعة ولاية فلوريدا في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الجاري.

ويعادل الحد الذي تناولته الفئران من الأسبارتام مقدار 6 إلى 8 عبوات من صودا “الدايت” التي يستهلكها البشر يوميا. وقد امتدت تأثيرات الأسبارتام إلى جيلين من ذكور الفئران التي تناولته.

تناول الآباء للأسبارتام قد تمتد آثاره السلبية إلى جيلين أو أكثر من الأبناء (بيكسابي)

تأثيرات عابرة للأجيال

وفي هذا الصدد يقول براديب بهيدي، قائد الدراسة إن “هذه النتائج توضح أننا بحاجة إلى إعادة النظر في العوامل البيئية. إذ إن ما نراه الآن ليس نتاج اليوم، ولكنها آثار ربما امتدت لجيلين أو أكثر”. ومن ثم فإن هذه الدراسة تشير إلى أن تناول الآباء للأسبارتام قد تمتد آثاره السلبية إلى جيلين أو أكثر من الأبناء.

ويذكر أن السلوك الشبيه بالقلق الذي اعترى الفئران قد لوحظ في عدد من اختبارات المتاهة التي أجريت عبر عدة أجيال من الفئران التي عرضت للأسبارتام. وعندما تم إعطاء الفئران الديازيبام (وهو دواء يستخدم لعلاج اضطراب القلق لدى البشر) لاحظ العلماء توقف جميع أجيال الفئران عن إظهار هذا السلوك الذي يشبه القلق.

#أكثر #المحليات #الصناعية #شيوعا #الأسبارتام #يزيد #من #الشعور #بالقلق #لدى #الفئران #وتمتد #آثاره #لأجيال #الصحة النفسية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى