الصحة العامة

الأطعمة العالية الملح وعلاقتها بالإصابة بسرطان المعدة

الأطعمة العالية الملح.. يعد سرطان المعدة خامس أكثر أنواع السرطان شيوعًا، وهو سبب رئيسي مهم لوفيات السرطان في جميع أنحاء العالم. يوجد تباين هائل في معدلات الإصابة والوفيات بسرطان المعدة عبر المناطق الجغرافية، مع ملاحظة اختلافات تزيد عن 10 أضعاف بين المناطق المنخفضة المخاطر والمناطق العالية المخاطر. وعلى الرغم من أن معدلات الإصابة بسرطان المعدة قد انخفضت خلال العقود الأخيرة في بعض الدول، يظل هذا المرض يشكل عبئًا مهمًا على الصحة العامة في جميع أنحاء العالم.

وهناك عوامل متعددة قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة من ضمنها الأطعمة العالية الملح .

من هم الأشخاص الأكثر عرضة لسرطان المعدة؟

يعتبر الرجال أكثر عرضة للإصابة بسرطان المعدة بمقدار الضعف تقريبًا مقارنة بالنساء، ويعد سرطان المعدة أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 75 عامًا، إذ إنّ نحو نصف حالات سرطان المعدة تصيب الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن هذا العمر.

ما العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة؟

1- العدوى بجرثومة الملوية البوابية (H.Pylori) أو ما هو معروف بجرثومة المعدة.

2- النظام الغذائي، فقد أكدت الدراسات أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين الإفراط في تناول الأطعمة العالية الملح وزيادة النتريت الغذائي. وقد خلص تقرير منظمة الصحة العالمية WHO في عام 2003 أن الأطعمة العالية الملح والمحفوظة بالملح تزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة.

3- التدخين، وشرب الكحوليات.

4- السمنة وتناول الأطعمة غير الصحية.

5- التاريخ العائلي.

الأطعمة العالية الملح وتأثيرها على المعدة؟

وجد العلماء أن تناول كميات كبيرة من الملح الغذائي يؤدي إلى تحفيز نمو البكتيريا الملوية البوابية بشكل مفرط، وهو عامل خطر معروف لسرطان المعدة، فتؤدي عدوى الملوية البوابية إلى انخفاض إفراز مادة الميوسين من الخلايا المخاطية للمعدة.

بينما على المستوى الجزيئي، قد يؤدي تناول كميات كبيرة من الملح الغذائي إلى تحفيز نشاط جين CagA (جين الملوية البوابية H pylori)، وتعزيز قدرة CagA على الانتقال إلى الخلايا السطحية في المعدة، وتعزيز قدرتها على تغيير وظيفة خلايا جدار المعدة.

كما وُجد أن تناول كميات كبيرة من الملح الغذائي يساعد على تغيير اللزوجة المخاطية التي تحمي المعدة، وتعزيز التعرض للمواد المسرطِنة مثل مركبات النتريت N-nitroso.

كل هذا قد يزيد من تكاثر الخلايا المبطنة لجدار المعدة كجزء من عملية الإصلاح، ويزيد من احتمال حدوث طَفرات في هذه الخلايا وتحولها لخلايا سرطانية.

ما هي أعراض سرطان المعدة؟

1- ألم في البطن.

2- صعوبة البلع.

3- عسر الهضم المستمر.

4- الشعور بالغثيان أو القيء.

5- الشعور الدائم بالإجهاد.

6- فقدان الوزن غير المبرر.

7- الشعور بالشبع بعد تناول كميات صغيرة من الطعام.

8- فقدان الشهية.

9- تغير لون البراز إلى اللون الأسود.

كيف يتم تشخيص سرطان المعدة؟

إذا كان الطبيب يعتقد بوجود الإصابة بسرطان المعدة، فسيحتاج إلى إجراء المزيد من الاختبارات. ويعتبر تنظير المعدة هو الفحص الرئيسي، حيث يَستخدم الطبيب أنبوبًا رفيعًا ومرنًا مزودًا بكاميرا (منظار داخلي)، يمر عبر الفم ثم الحلق ثم المريء إلى المعدة من أجل فحص الجهاز الهضمي.

إذا تم الكشف عن أي مناطق مشبوهة، يأخذ الطبيب عينة صغيرة من الأنسجة من بطانة المعدة (خزعة) ويقوم بفحصها تحت المجهر، وبعد تشخيص سرطان المعدة، يتم استخدام واحد أو أكثر من الاختبارات الآتية لتحديد مدى انتشار السرطان (مرحلته):

1- الأشعة المقطعية.

2- التصوير بالموجات فوق الصوتية.

3- فحص العظام.

4- فحص PET scan.

ما هي طرق علاج سرطان المعدة؟

يُعتبر التدخل الجراحي هو العلاج الرئيسي لسرطان المعدة عن طريق  استئصال المعدة كليًا أو جزئيًا، ويمكن إعطاء العلاج الكيميائي قبل الجراحة لتقليص الأورام الكبيرة، ويمكن استخدامه أيضًا بعد الجراحة لتقليل خطر عودة السرطان.

في بعض حالات سرطان المعدة، قد يلجأ الأطباء إلى العلاج التلطيفي. تهدف الرعاية التلطيفية إلى تحسين الأعراض وتخفيفها بالإضافة إلى إبطاء انتشار سرطان المعدة، ويمكن للعلاج الملطف أن يخفف الألم ويساعد في إدارة الأعراض الأخرى.

وقد تتضمن الخطة العلاجية لسرطان المعدة العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي أو العلاجات الدوائية الأخرى.

ماذا بعد العلاج؟

يعتمد التنبؤ بحالة المريض بعد تلقي العلاجات المناسبة بتشخيص نوع السرطان ومرحلته، بالإضافة إلى عمره وصحته العامة في وقت التشخيص. يكون العلاج أكثر فعالية إذا تم اكتشاف السرطان في مراحله المبكرة، ويمكن علاج سرطان المعدة إذا تمت إزالة السرطان قبل أن ينتشر. ومع ذلك، بسبب غياب الأعراض أو غموضها في المراحل المبكرة، غالبًا لا يتم اكتشاف سرطانات المعدة إلا في مرحلة متقدمة.

نصائح غذائية مهمة أثناء العلاج من سرطان المعدة

  • تناول وجبات صغيرة ومتكررة طوال اليوم: إن تناول وجبات صغيرة متكررة سيضمن حصول جسمك على ما يكفي من السعرات الحرارية والبروتينات والمواد المغذية، وقد تساعد الوجبات الصغيرة أيضًا في تقليل الآثار الجانبية المرتبطة بالعلاج مثل الغثيان. حاول تناول 5-6 وجبات صغيرة أو وجبات “صغيرة” كل ثلاث ساعات تقريبًا.
  • اختر الأطعمة الغنية بالبروتينات وتجنب الأطعمة العالية الملح : تساعد البروتينات الجسم على إصلاح الخلايا والأنسجة، كما أنها تساعد جهازك المناعي على التعافي من المرض، فعليك الاهتمام بتناول مصدر للبروتينات الخالي من الدهون في جميع الوجبات والوجبات الخفيفة، وقلل من الأطعمة العالية الملح .

تشمل المصادر الجيدة للبروتينات الخالية من الدهون ما يلي:

  • اللحوم الخالية من الدهون، مثل الدجاج أو السمك أو الديك الرومي.
  • البيض.
  • منتجات الألبان القليلة الدسم مثل الحليب والزبادي والجبن أو بدائل الألبان.
  • المكسرات وزبدة الجوز.
  • الفول.
  • كن حذرًا من منتجات الألبان بعد الجراحة، فقد يؤدي استئصال المعدة إلى عدم تحمل اللاكتوز.
  • الحبوب الكاملة، توفر الحبوب الكاملة مصدرًا جيدًا للكربوهيدرات والألياف، مما يساعد في الحفاظ على مستويات الطاقة لديك مرتفعة، وتشمل المصادر الجيدة لأطعمة الحبوب الكاملة: دقيق الشوفان، وخبز القمح الكامل، والأرز البني.
  • تناول مجموعة متنوعة من الفواكه والخضراوات كل يوم، إذ توفر الفواكه والخضراوات مضادات الأكسدة للجسم، والتي يمكن أن تساعد في مكافحة السرطان. اختر مجموعة متنوعة من الفواكه والخضراوات الملونة للحصول على أكبر فائدة، واهدف إلى تناول ما لا يقل عن 5 حصص من الفواكه والخضراوات الكاملة يوميًا.
  • اختر مصادر الدهون الصحية، وتجنب الأطعمة المقلية والدهنية والدسمة، اختر الأطعمة المخبوزة أو المشوية بدلاً من ذلك. تشمل الدهون الصحية: زيت الزيتون، والأفوكادو، والمكسرات.
  • الحد من الحلويات والسكريات المضافة، إذ إن الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات المضافة مثل الحلويات توفر فائدة غذائية قليلة، وغالباً ما تحل محل الأطعمة الأخرى الأفضل لك.
  • اشرب كمية كافية من السوائل أثناء العلاج لمنع الجفاف، حاول شرب لترَين من السوائل يوميًا، وتجنب شرب كميات كبيرة من المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
  • ممارسة السلامة الغذائية الجيدة: اغسل يديك كثيرًا أثناء تحضير الطعام، واستخدم سكاكين وألواح تقطيع مختلفة للحوم النيئة والخضراوات النيئة، وتأكد من طهي جميع الأطعمة إلى درجة حرارتها المناسبة.
  • استشر الطبيب قبل تناول أي فيتامينات أو مكملات غذائية، فقد تتفاعل بعض الأدوية وعلاجات السرطان مع الفيتامينات والمكملات الغذائية. اختر الطعام أولاً كمصدر رئيسي للعناصر الغذائية.

وأخيرًا

لتقليل خطر الإصابة بسرطان المعدة، عليك الاهتمام بنظام غذائي متكامل بكمية متوازنة من الفواكه والخضراوات المفيدة للجسم، مع التقليل من الأطعمة العالية الملح والمدخَّنة، والإقلاع عن التدخين والكحوليات. وإذا كان أحد من أفراد أسرتك أصيب بسرطان المعدة، فعليك استشارة الطبيب لإجراء التنظير بشكل دوري للكشف المبكر عن سرطان المعدة.

 

#الأطعمة #العالية #الملح #وعلاقتها #بالإصابة #بسرطان #المعدة

مصدر المقال الاصلي من موقع
www.sehatok.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى