الصحة العامة

الرحلة القاسية.. ماذا قدمت الدولة لمرضى سرطان الكبد؟

انخفاض في الوزن، شحوب الوجه، آلام قاسية بالمعدة لا تُحتمل، جميعها أعراض شعر بها جمال صابر، الذي يبلغ 45 عامًا، جعلته يبدأ في خوض رحلة من العلاج والتردد على أطباء ومستشفيات عدة.

ومع استشارة أحد الأطباء الاستشاريين في مجال جراحة الآورام، طلب عدد من الفحوصات والتحاليل الطبية من “جمال”، للتأكد من تشخيص حالته الصحية ومعرفة درجة الإصابة والحالة الصحية.

وبعد فحص نتائح التحاليل والآشعات الخاصة بحالة جمال من قبل أحد الاستشاريين، شخص الطبيب حالته بالإصابة بسرطان الكبد.

بدأ جمال رحلة العلاج مع سرطان الكبد وكان يوميًا يعاني من الام المعدة التي لا يمكن تحملها، حتى مع تناول جرعات الدواء الموصوفة، إلى أن بدأ في رحلة أخرى مع علاج السرطان بالكيماوي.

 

سرطان الكبد هو ثالث أكثر الأسباب للوفاة بالسرطان شيوعًا على مستوى العالم، وهو من بين الأسباب الخمسة الأكثر شيوعا للوفاة بالسرطان في 90 دولة حول العالم، وذلك بحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة.

وعوامل الخطر الرئيسية لسرطان الكبد القابلة للتغيير هي الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي بي (HBV)، وفيروس الالتهاب الكبدي سي (HCV).

 

 توصيات منظمة الصحة العالمية

وفق توصيات منظمة الصحة العالمية 2020 لطرق العلاج من مرض السرطان،  فإنه لا غنى عن التشخيص الصحّيح للسرطان لعلاجه كما ينبغي وبفعالية لأن كل نوع من أنواعه يتطلب مقرّراً علاجياً محدّداً، ويشمل علاجه في العادة الجراحة و/ أو العلاج الإشعاعي و/ أو  العلاج الشامل (العلاج الكيميائي، العلاجات الهرمونية، العلاجات البيولوجية المستهدفة)، ويُراعي في الاختيار السليم للمقرّر العلاجي نوع السرطان والفرد الخاضع للعلاج على حد سواء، ومن الضروري استكمال بروتوكول العلاج خلال فترة زمنية محدّدة لتحقيق النتيجة العلاجية المتوقعة.

وتعد تحديد الأهداف المنشودة من العلاج من أولى الخطوات الهامة، والهدف الأساسي من ذلك عموماً هو علاج السرطان أو إطالة عمر المصاب به إلى حد كبير، كما أن تحسين نوعية حياة المريض هدف مهم يمكن تحقيقه عن طريق تزويد المريض بالدعم اللازم لصون عافيته البدنية والنفسية الاجتماعية والمعنوية وتزويده بالرعاية الملطّفة في المراحل النهائية من إصابته بالسرطان.

وخلال الأيام الماضية شهدت وزارة الصحة والسكان توقيع مذكرة تفاهم بين الوزارة، وشركة «روش» السويسرية المتخصصة في مجال المستحضرات الحيوية، وذلك لتعزيز الخدمات الطبية المقدمة ضمن مبادرة رئيس الجمهورية للكشف المبكر وعلاج مرضى سرطان الكبد.

 

وفي هذا الصدد قال الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، إن مصر نجحت في التصدي لانتشار الإصابة بفيروس التهاب الكبدي «سي» والتخلص من العبء الطبي والاجتماعي والاقتصادي الذي عانت مصر منه لسنوات، كما تمكنت من تغيير تصنيفها من الدولة الأعلى عالميا من حيث معدلات الانتشار، لتصبح أول دولة في العالم، تتقدم رسمياً بملف متكامل لمنظمة الصحة العالمية للحصول على الإشهاد الدولي بالقضاء على فيروس سي.

أما عن سرطان الكبد فقال عبد الغفار أن مصر تشهد طفرة في تطوير وتحديث البرامج العلاجية لسرطان الكبد، ضمن الجهود الرامية لتحقيق العدالة والمساواة في توفير أفضل وأحدث العلاجات العالمية، مؤكدًا أهمية مواصلة بناء القدرات الوطنية والوصول بها إلى أعلى المستويات بالتعاون بين الخبراء المصريين وشركائهم من الجامعات والمعاهد البحثية، ومراكز علاج السرطان في العالم، لبناء منظومة قياسية متكاملة في التشخيص والعلاج

دراسة

بحسب دراسة علمية نُشرت في “مجلة أمراض الكبد” وأعلنت عنها الأمم المتحدة، فإنه يتوقع علماء من الوكالة الدولية لبحوث السرطان (IARC)، والمؤسسات الشريكة، أن يزداد العدد السنوي للحالات والوفيات الجديدة بأكثر من 55 في المائة بحلول عام 2040.

ووفقاً لهذه التقديرات، تم تشخيص إصابة 905,700 شخص بسرطان الكبد في جميع أنحاء العالم، وتوفي 830,200 شخص بسبب المرض في عام 2020، وفي حال ثبات هذه المعدلات والنسبدون زيادة  فإنه يقدر العلماء أنه يمكن تشخيص 1.4 مليون شخص بسرطان الكبد ويمكن أن يموت 1.3 مليون شخص بسبب المرض في عام 2040.

 

إنجازات في ملف سرطان الكبد في مصر

خلال العامين الماضيين استطاعت وزارة الصحة والسكان بناء شبكة متميزة من مراكز علاج سرطان الكبد الأولي، بوحدات الفيروسات الكبدية، لتنتقل به رعاية مرضى سرطان الكبد الأولى إلى مستوى عالمي من حيث جودة الخدمة المقدمة وتنوع الخطوط العلاجية، ومواكبتها لأحدث الخطوط العلاجية في العالم، بالمجان ودون تحميل المريض أي تكاليف سواء للكشف المبكر أو التشخيص أو العلاج.



#الرحلة #القاسية #ماذا #قدمت #الدولة #لمرضى #سرطان #الكبد

مصدر المقال الاصلي من موقع
www.dostor.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى