العلوم والتكنولوجيا

الموجات القادمة من الفضاء.. كيف يفسرها العلماء؟

رصد باحثون من جامعة “ماكجيل” الكندية، إشارة لاسلكية واردة من أبعد مجرة معروفة حتى اليوم، وتساعد مثل تلك الإشارات على تفسير المزيد حول الموجات القادمة من الفضاء.

وبحسب بيان صادر عن الجامعة، فإن الإشارة لها طول موجي محدد يسمى خط 21 سم، وتسهم في الإجابة عن أسئلة حول نشوء الكون.

تلقى الباحثون الإشارة اللاسلكية عبر تلسكوب “جاينت ميترويف” في الهند ، واردة من المجرة المعروفة باسم SDSSJ0826 + 5630.

انهيار النجوم

الإشارة الواردة ليست الأولى، إذ سبقها عشرات الإشارات عبر سنوات سابقة، ومنها ما جاء من عمق الفضاء.

ففي يناير 2017 ، استطاع علماء فلك من تقصي مصدر تدفق ومضات سريعة من الموجات اللاسلكية، بحسب مجلة “نيتشر”.

والتفسير السائد حين ذاك مناقض لبحث جامعة ماكجيل، إذ قالت إحدة التفسيرات أن هذه الدفقات السريعة من الموجات اللاسلكية ربما تنتج عن ظاهرة تدمير النجوم.

وبحسب تقرير نشره موقع “بي بي سي”، فإن العلماء اعتقدوا آنذاك أن هذه الدفقات السريعة وردت إثر النجوم النابضة عالية الطاقة، والتي توصف فلكيا بأنها نجوم ميتة تدور حول محورها ما يجعلها تطلق إشعاعات كهرومغناطيسية مستمرة بلا توقف قبل أن تتلاشي في أحد الثقوب السوداء.

تصادم نجمي

تفسير آخر ورد من العلماء حول تلك الأصوات القادمة من السماء، نقول إنها نتيجة انبعاثات قوية اندفعت نتيجة تصادم نجوم نيوترونية صغيرة.

وقال كيث بانيستر، عالم الفلك بمنظمة الكومنولث للأبحاث العلمية والصناعية في أستراليا، إن حدوث الانفجار الكوني يتطلب انبعاث كميات هائلة من الطاقة، لكن الأمر المثير للدهشة إن البحث عن أي انفجار عبر التليسكوبات لا يسفر عن شيء.

ويوضح أن تلك النظرية لا تتوصل لتفسر منطقي لتلك الموجات اللاسلكية.

نظرية نشأة الكون

درس الباحثون في جامعة ماكجيل والمعهد الهندي للعلوم الإشارة، ووجدوا أنها انبعثت عندما كان عمر الكون 4.9 مليار سنة.

وقال الباحث أرناب تشاكرابورتي ، وهو باحث ما بعد الدكتوراه في ماكجيل: “إنه يعادل نظرة إلى الوراء في وقت قدره 8.8 مليار سنة”.

وقال الباحثون إن التلسكوب كان قادرًا على التقاط الإشارة البعيدة نظرًا لانحنائها بواسطة مجرة أخرى تقع بين الإشارة والتلسكوب.

وأوضح نيروبام روي، المؤلف المشارك للدراسة والأستاذ المشارك في المعهد الهندي للعلوم: “ينتج عن هذا بشكل فعال تضخيم الإشارة بمعامل 30 مرة، مما يسمح للتلسكوب بالتقاطها”.

يسمى انحناء الإشارة هذا بعدسة الجاذبية، ويمكن أن يساعد الباحثين على مراقبة المجرات البعيدة والتطور الكوني للنجوم، بحسب تقرير على شبكة “سي بي إس”.

وقال تشاكرابورتي: “تصدر المجرة أنواعًا مختلفة من إشارات الراديو. حتى الآن، كان من الممكن فقط التقاط هذه الإشارة المعينة من مجرة قريبة ، مما يحد من معرفتنا بتلك المجرات الأقرب إلى الأرض، ولكن بفضل مساعدة ظاهرة

تحدث بشكل طبيعي تسمى عدسة الجاذبية ، يمكننا التقاط إشارة خافتة من مسافة قياسية، وهذا سيساعدنا على فهم تكوين المجرات على مسافات أكبر بكثير من الأرض”.

وتمكن الباحثون من تحديد أن الكتلة الذرية لغاز الهيدروجين في SDSSJ0826 + 5630 تعادل ضعف كتلة النجوم المرئية لنا تقريبًا.

وكتب الباحثون في الدراسة أن غاز الهيدروجين “يوفر الوقود الأساسي لتكوين النجوم في المجرة”، ويتطلب فهم تطور المجرات عبر الزمن الكوني معرفة التطور الكوني لهذا الغاز المحايد.

ويظهر البحث أن العلماء قد يكونون قادرين على التحقيق في التطور الكوني للغاز المحايد باستخدام تلسكوبات لاسلكية منخفضة التردد في المستقبل القريب.



#الموجات #القادمة #من #الفضاء #كيف #يفسرها #العلماء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى