الصحة النفسية

“بلدك”.. فن الشارع حينما يتصدر واجهات الأبنية لإيصال رسائل مجتمعية

ديمة محبوبة

عمان- في فن الشارع، تجربة جديدة يعيشها سكان الحي وكل من يمر من المكان؛ حيث يستشعر الشخص الجمال والدقة والألوان الزاهية، كل ذلك لا يخلو من رسالة معينة تصل لكل من يتأمل جداريات تكون بأيدي رسامين وتمتد على أوجه الأبنية.
ومهرجان “بلدك” الذي يقام سنويا في الأردن وينظمه مسرح البلد، يستقطب فنانين أردنيين وعربا وأجانب؛ حيث يهتم بفن الشارع عبر الرسم على جدران العمارات وعلى الأسوار وأماكن عدة.
السير في شوارع ومدن أردنية اختلف بعد انتشار فن الشارع، وهو الرسم على جدران العمارات والمؤسسات والأسوار؛ حيث يحرص مهرجان “بلدك” على أن يحظى فن الشارع بمكانته في مركز الفن الجديد، إذ يكون للسير بالشوارع قيمة فنية يشاهدها المارة ويستمتعون بها.
ويعود المهرجان بنسخته العاشرة ليسهم بجعل المدينة وجهة عالمية لفن الشارع المعاصر ووجهة سياحية فنية، بحسب مديرة المشاريع في مسرح البلد ريتا عكروش. وتضيف “يعمل مهرجان بلدك مع فنانين عدة وداخل مجتمعات وأحياء لتحويل الجدران في مناطق متنوعة إلى جداريات ملونة في الهواء الطلق”.
ويركز المهرجان على مواضيع محددة في كل عام تعالج قضية ملحة للمجتمع المحلي والعالمي، ويركز “بلدك” هذا العام على موضوع “الحد من عدم المساواة”، مع تسليط الضوء على أهمية الحصول على التعليم والرعاية الصحية والمياه النظيفة.
يقوم المهرجان، حسب عكروش، على فعاليات عدة، منها جدارية للفنان الإيطالي ميلو تحت شعار “المياه حياة” على جدار مدرسة ربة عمون في كوريدور عبدون، وإقامة فنية لمدة 5 أسابيع مع الفنان عبدالله حافظ بإشراف يزن مسمار ودلال متولي.
وكان لمدينة إربد نصيب هذا العام بجدارية فيها حول أهمية التعليم للفنان الأردني يزن مسمار. وجدارية أخرى في الفحيص للفنان الأردني عبدالله حافظ حول الصحة النفسية، وتم عمل ورشات عمل مع المجتمع المحلي، وجدارية أخرى في الفحيص للفنانة يسيو من اندونيسيا حول الصحة النفسية.
ويتحدث الفنان الأردني يزن مسمار لـ”الغد”، عن تعاونه في مهرجان “بلدك” للمرة الثالثة، لافتا الى أن هذا المهرجان قام بوضع فن الشارع على الخريطة، ووراء هذا النجاح والانتشار مسرح البلد الداعم للفنون الذي يقوم على مدى أعوام عديدة على هذه الاستضافة والرعاية والاهتمام باللوجستيات من خلال استقطاب فنانين من كل العالم واكتشاف مواهب جديدة وإعطاء فرص لعرض مختلف أنواع الفنون بألوان ورسومات لافتة تحمل رسائل مهمة تسهم في تطور المجتمعات وجعل العاصمة عمان وبعض محافظات المملكة مكانا يجذب هذا النوع من الفنون والعاملين بها.
فن الشارع، بحسب مسمار، يحمل معاني ورسائل عدة ويجعل المدن أكثر عمقا وجمالا في نظر أبنائها ومن يزورها، حتى أنها يمكن أن تكون معلما سياحيا للكثيرين.
ويؤكد أن مسرح البلد شكل حاضنة لهذا المهرجان سنويا، ومكانا مهما لانطلاقة أي فنان يؤمن بهذا الفن ومحب للتجربة.
ويوضح أن فن الشارح والرسم على الجداريات لا يستطيع أي فنان الإقدام عليه، فهناك أوراق رسمية يجب الحصول عليها والبحث عن مساحات يمكن استخدامها للرسم، وتوفير الرافعات والألوان المخصصة لهذا النوع من الرسم.
أما عن تجربته لهذا العام، فقام مسمار برسم جدارية من خمسة طوابق في مدينة إربد، تتحدث عن التعلم وأهميته وتأمينه من خلال رسم فتاة تجاوزت من العمر 10 أعوام تلبس ثوبا تشتهر به محافظة إربد، معظمه من اللون السود وكأنه ثوب تخرج بارتباطه بسنابل القمح التي اشتهرت فيها إربد حتى وقت قريب.
ويقول “كانت الجملة التي تربينا عليها منذ الصغر ازرع تحصد..”، وهي الحاضرة خلال الرسم في مخيلته.
أما الفنان الأردني عبد الله حافظ فكان مهتما بالأمان الصحي والنفسي للإنسان، مبينا خلال مقابلته مع “الغد” أن الصحة النفسية ليست رفاهية فهي المحرك الأساسي للشخص، ولأن تصرفات الفرد وشخصيته وحتى ملامحه الخاصة تنتج وتتكون من خلال صحته النفسية، لذلك كانت رسمته تدل على وجود فتى صغير يجلس بزوايا بيت يحاصره، وهي ما شكلته حالته النفسية التي تدل على الاكتئاب.
ويضيف “أن هذا الفتى يحيطه النور إشارة منه إلى أنه يبحث عن مكان يبوح فيه لما يحدث بداخله وأنه يريد من يسمعه ويبحث عن أمل”.
ويؤكد حافظ أنها أول تجربة له بهذا المهرجان، بأن يقوم بالرسم أمام الناس والاحتكاك المباشر مع المجتمع، فوجد أنها خلال أيام العمل لها وقعها الخاص، فهناك من يأتي لتقديم الشاي أو القهوة والماء ويتحدثون عن الرسم وعن هذه التجربة، فبعيدا عن الفن وأهمية رسالته، فالمجتمع يتعاون ويتحاور بشكل جميل عما يراه أمامه.
ومهرجان “بلدك”، يأتي برعاية من الوكالة الفرنسية للتنمية، وزارة الثقافة، وبالشراكة مع MedeArts إربد، كراج فن إربد، السفارة الإيطالية، السفارة الإندونيسية، ومركز دانتيه اليغيري.

#بلدك #فن #الشارع #حينما #يتصدر #واجهات #الأبنية #لإيصال #رسائل #مجتمعية #الصحة النفسية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى