الصحة النفسية

تجربتى مع «ألزهايمر»

أمى عمرها ٧٣ سنة ولكنها تحمل عقل طفلة صغيرة.. كل شيء يرجع للخلف ماعدا بعض التفاصيل الصغيرة.. أحس بالخوف فى عيونها عندما يتعامل معها أحد أو أشخاص يقدمون لها أى شيء.. الناس تتعامل مع مريض ألزهايمر على أنه لا يملك الإحساس، ولكن مريض ألزهايمر حساس جدا وعنده إحساس رائع وجميل لكل ما يقدم له، أو تصرف غير لائق فأحيانا تصرفاتنا فيها نوع من العصبية، لكن هى فرصة للإنسان أن يراجع نفسه ويعرف أنه ضعيف وأن تجربة الحياة الطويلة لا تستحق العناء.. أظن أمى لو كانت تعرف بهذا المرض لكانت تغيرت أشياء كثيرة فى حياتها على الأقل كانت تحاول أن تكون أقل ضغوطا وأقل اكتئابا أو تأثرا على أى شيء.. الدنيا محتاجة راحة بال وأن نترك كل شيء فى الحياة بأمر الله.. ويجب على الإنسان أن يعيشها فى سعادة أكثر وأن يستمتع بكل لحظة أو مشهد يراه أو كل كلمة حلوة يسمعها أو كل شىء فى الحياة يجعله يحب الحياة .. فهذا عن تجربة أعيشها.. فكلما رأيت أمى فى هذه الحالة أعرف أن هناك أشياء كثيرة يمكن أن نقدمها لمريض ألزهايمر.. يجب أن نجعله يعيش فى أجواء طبيعية.. فى الحدائق مثلا بين الزهور، فهذا يساعده على الخروج من حالة الاكتئاب.. وان ندمجه بين الناس والمجتمع.. ولابد أن نعطى له الإحساس بأهميته فى الحياة.. لابد أن يكون هناك اهتمام بحالات مرضى ألزهايمر لأنهم فى احتياج للاهتمام والمراعاة من جميع من حولهم، ويجب على الأبناء المحيطين بالمريض تعزيز الثقة فيه حتى لا يشعر بالوحدة والألم.. وفى هذا الشأن اقترح فتح أماكن ومراكز أكثر لرعاية مرضى ألزهايمر الذين ليس لديهم أشخاص لرعايتهم، فهم فى احتياج للمساعدة والرعاية.. دائما نقول الحياة حلوة رغم صعوبتها.. هذه هى تجربتى مع “ألزهايمر”.

نهلة حسن خميس

رابط دائم: 

#تجربتى #مع #ألزهايمر #الصحة النفسية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى