الصحة النفسية

جريدة الرياض | “الثقة” و”الرقابة” تحمي الأبناء من الابتزاز

قانونيون لـ«الرياض»: آفة اجتماعية تصل بالأشخاص لارتكاب الجرائم

“الثقة” و”الرقابة” تحمي الأبناء من الابتزاز

بقاء الأبناء فترات طويلة على الهواتف له تأُثيرات سلبية

أوضح قانونيون أن الابتزاز لا يقتصر على كونه جريمة بل يؤدي الى حدوث مشكلات نفسية تصل بالأشخاص إلى ارتكاب الجرائم أو الإقدام على الانتحار، مؤكدين: أن الأطفال والمراهقين هم الأكثر عرضه، وأشاروا: إلى أن المملكة راعت الأثر البالغ لجرائم الابتزاز، فقد تم النص على عقوبات لمرتكبي مثل هذه الجرائم، حيث نصت المادة الثالثة من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، (بأنه يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على سنة وبغرامة لا تزيد على خمس مئة ألف ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين الدخول غير المشروع لتهديد شخص أو ابتزازه، لحمله على القيام أو الامتناع عنه ولو كان القيام بهذا الفعل أو الامتناع عنه مشروعا).

وبينوا خلال حديثهم لـ”الرياض”: أن من أهم الحلول لمعالجة ابتزاز الأبناء هو الرقابة الأسرية وتثقيف الأبناء من الناحية النفسية والاجتماعية ورفع الوعي لديهم في ضرورة مصارحتهم ومنحهم الثقة التامة، وتوفير الإنجازات بحياتهم.

التطور التقني

وفي هذا الشأن بيّن الباحث الاجتماعي عبدالله المدني: أنه في ظل التطور التكنولوجي الحالي والانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي (توتير، سناب شات، انستقرام، واتساب)، قد أدى ذلك إلى الإساءة في استخدامها مما خلق ما يدعى (بالابتزاز الإلكتروني)، وهو قيام شخص بتهديد شخص آخر بأن لديه صور له أو فيديوهات أو معلومات سرية عنه وفي عدم تنفيذ رغبته أو منفعته في أمر ما (وقد تكون المنفعة مادية أو معنوية)، سوف يقوم بنشرها على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.

وقال: كما قد يحدث الابتزاز الإلكتروني في أحدث صوره عن طريق الألعاب الإلكترونية المنتشرة في الفترة الأخيرة بين المراهقين، حيث انه يتم التعارف على أشخاص غرباء ومن مختلف الجنسيات ويتم ابتزازهم من خلالها وذلك بهدف الحصول على الأموال أو منفعة معنوية أخرى وفي غالب الأمر فإن الأطفال والمراهقين هم الأكثر عرضه لهذا النوع من الابتزاز بسبب قلة الوعي في المجتمع المتعايش معه يومياً وعدم المتابعة بالشكل المطلوب وشراء ألعاب لا تتناسب مع العمر الحقيقي للأطفال أو المراهقين.

وأشار مدني إلى أنّ الابتزاز لا يقتصر على كونه جريمة بل يؤدي الابتزاز إلى حدوث مشكلات نفسية لدى الأشخاص الذين تم ابتزازهم ومنها الانفصام في الشخصية، والإصابة بمرض الاكتئاب مما يدفعهم إلى الانطواء والابتعاد عن الأشخاص، وعلى المدى البعيد ارتكاب الجرائم أو الإقدام على الانتحار.

ألعاب الكترونية

فيما لفتت المحامية ميسار الجيلاني إلى أن الابتزاز الإلكتروني أصبح أزمة منتشرة في جميع الدول ولكنها زادت بشكل كبير وأصبح ظاهرة لابد من الحد منها ويوجد العديد من الحالات لأشخاص تعرضوا إلى الابتزاز سواء عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي أو الألعاب الإلكترونية وفي المدارس وبين المنفصلين من الأزواج والعلاقات الأخرى.

وقالت: من الحالات التي تتعرض لمثل هذا النوع من الابتزاز هي لمراهقين يتعرضون للابتزاز عن طريق الألعاب الإلكترونية بالتعرف على أشخاص من جنسيات ودول مختلفة والقيام بإضافتهم على مواقع التواصل الاجتماعية الخاصة بهم وبعد ذلك يتم ابتزازهم وتهديدهم بنشر صورهم الخاصة مما يتسبب لهم في أذى نفسي ويعرضهم الى الهلاك أحياناً.

رقابة أسرية

ونوّهت الجيلاني بأنه يجب أن يكون هناك رقابة أسرية من خلال تثقيف أبنائهم من الناحية النفسية والاجتماعية وتوعيتهم حال التعرّض لأي شكل من أشكال الابتزاز وانه يجب مصارحتهم ومنحهم الثقة التامة، وأنه يجب على الأبناء التركيز في أن يكون لهم إنجازات بحياتهم وحياة من هم قريبون منهم، وإن كانت البداية بإنجازات صغيرة وبرّاقة لذا قيل في هندسة العلاقات للكثير من المتخصصين، يجب على المرء عدم الالتفات إلى الكثير من العلاقات التي يمكن أن تجعل حياتك في دائرة لا تستطيع الخروج منها ويمكن أن تكون سبباً في هلاك الإنسان وهلاك من حوله.

ملء الفراغ

وتابعت: لسان حال المراهقين، في بحثهم الدائم عما يمكن أن يملى فراغهم من أحداث تتناسب مع أعمارهم، وبالتالي: لابد من الحرص على ملئ فراغهم بما يقودهم للنجاح والاستمرارية للوصول لمبتغاهم الإيجابي، وتقول الجيلاني: إن الرصيد من الإنجازات المستمرة في حياة المراهقين على أنفسهم ومن حولهم يجعل محيط حياتهم من نجاح إلى تفوق، فالإنسان بطبيعته يرغب بالتغيير إلى الأفضل دائما، ويجب على الإنسان أن يجعل لنفسه الأولوية بالنجاح، ويعود ذلك بالكامل في التأسيس الصحيح من العائلة ومحيطها وما تسقيه من الإيجابيات وعدم التطرق والالتفات للسلبيات أو حتى العلاقات الغير الشرعية في سن المراهقة تحديداً كما يجب على العائلة ترسيخ مبدأ عدم الخجل من أشياء، وزرع روح حب الحياة والنجاح فيها لقول الله عز وجل في سورة القصص (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ).

استقبال البلاغات

وشددت الجيلاني على أنّ الجهات المختصة بالمملكة تستقبل جميع البلاغات بالاهتمام والحرص على متابعة كافة البلاغات التي تصل إليها بما في ذلك الابتزاز ويمكن للأفراد التواصل مع (911) واستقبال بلاغتهم ويمكن أيضاً الإبلاغ عن جرائم الابتزاز عن طريق تطبيق (كلنا أمن). وأنه تمت مراعاة الأثر البالغ لمثل تلك الجرائم لذا فقد تم النص على العقوبات المترتبة على مرتكبي مثل هذه الجرائم حيث نصت المادة الثالثة من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية (بأنه يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على سنة وبغرامة لا تزيد على خمس مئة ألف ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين الدخول غير المشروع لتهديد شخص أو ابتزازه، لحمله على القيام أو الامتناع عنه ولو كان القيام بهذا الفعل أو الامتناع عنه مشروعاً).

تطبيقات التواصل أصبحت وسيلة للمبتزين

دردشات الألعاب بوابة للابتزاز

ميسار الجيلاني

عبدالله المدني

#جريدة #الرياض #الثقة #والرقابة #تحمي #الأبناء #من #الابتزاز #الصحة النفسية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى