جوَّك | الدوري السعودي ودوره في إحياء اللغة – بقلم “محمد مقلد

بعض الأشخاص ينظر إلى صرف الأندية السعودية ملايين الدولارات، من أجل جلب لاعبين عالميين، لينشطوا في الدوري الممتاز لديها، بأنها نوع من التبذير، وصرف أموال ضخمة دون حكمة.

علمًا أنه توجد فائدة كبرى من تلك الخطوة، لم يلتفت إليها أحد، فمهما كان حجم الأموال المصروفة، توجد فائدة أكبر وأشمل.

قد يعجبك أيضًا ميسي إلى الهلال السعودي.. هل دخل الدوري السعودي في خانة الدوريات الكبرى؟

إهدار التراث العربي

فالقضية ليست متعلقة فقط بمجرد لاعبين جاؤوا ليدعموا صفوف الأندية السعودية، القضية تتعلق بالقومية العربية، وخطوة تبدأ في إحيائها من جديد، بعدما توارت خلف الثرى من عوامل الإهمال والتنازل عن اللغة والقومية العربية.

فقد تسبب العرب بغفلتهم وجهلهم، في إهدار تراثهم وحضاراتهم، فبعد أن كان العرب يقودون العالم أجمع في جميع المجالات.

ومن ينسى أبا بكر الرازي وابن سينا وابن حيان وغيرهم كثيرين، فهؤلاء جميعًا شهود على أننا كنا الأسبق في كل المجالات، وكان الغرب تابعًا لنا يلهث خلفنا ليتعلم منا.

التاريخ لا يكذب، ولكن العرب هم أنفسهم من حرفوا هذا التاريخ وطمسوا معالمه، وحكموا على لغتهم العربية، رمز القومية، أن تكون تابعة للغات الغرب، بعدما تمكن الاحتلال من إقحامها بمناهجنا التعليمية، وأصبحنا نتعلم الطب والكيمياء والفلك والفيزياء بلغة الغرب، وليس بلغتنا نحن من اكتشف هذه العلوم.

قد يعجبك أيضًا ملخص وأهداف النصر السعودي والطائي بالدوري السعودي.. وموعد لعب رونالدو مع النصر

الدوري السعودي وإحياء القومية العربية

أليست الخطوة التي اتخذتها الأندية السعودية، في مجال يتصدر المشهد بين القوى الناعمة، ستسهم في توجيه اهتمام العالم للمنطقة العربية متمثلة في دولة السعودية، وسيدفع كل عشاق هؤلاء النجوم بالدول الغربية المختلفة، لمتابعة الدوري السعودي، والسؤال عن لغة هذه الدولة؟

وتأثر هؤلاء النجوم بلغتنا وتعلمها، ومعايشتهم لتعاليم وتقاليد العرب، سيدفع عدد كبير من عشاقهم في كل مكان للسير على نهجهم.

فهل يشك أحد بأن المناسبات الدينية وشعائرنا المختلفة، لها تأثير روحاني لا يستطيع أحد مهما كان مقاومته؟

الأندية السعودية وضعت البذرة الأولى في شجرة إحياء القومية العربية، وعلى جميع الدول العربية مساندتها وتشجيعها، لعلنا ننجح في طمس ما زرعه فينا الاحتلال عبر مئات السنين.

أليست الخطوة التي اتخذتها السعودية كفيلة بأن تمسح الصورة السيئة التي تطبعت عليها دول الغرب، بأن العرب هم أساس الإرهاب، وإظهار الصورة الحقيقة للإنسان العربي أمام العالم أجمع، بأنه يتميز بالتسامح ويرفض أعمال العنف وسفك الدماء؟

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

شارك على فيسبوك