الصحة العامة

سر تأثر صحة الدلافين بعد انفجار منصة “ديب ووتر هورايزون” النفطية

في 20 أبريل من عام 2010، شهدت الولايات المتحدة أسوأ كارثة بيئية في تاريخها، عندما انفجرت منصة “ديب ووتر هورايزون” للنفط في خليج المكسيك، ما أسفر عن مقتل 11 من أفراد طاقم العمل، وتسبَّب في تسرُّب نفطي قدرته الحكومة الفيدرالية الأمريكية بـ4.9 ملايين برميل.

وعلى الأرجح مثَّلت البقعة السوداء التي لوّثت خليج المكسيك عقب الانفجار أسوأ بقعة سوداء في تاريخ الولايات المتحدة، وتخطت تأثيراتها ما أحدثه غرق منصة إكسون فالديز على ساحل ألاسكا في عام 1989، وفق تصريحات صحفية أدلت بها كارول براون، مستشارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما لشؤون البيئة.

ونتيجة الكارثة، تم الإبلاغ عن آثار صحية ضارة لدى الدلافين قارورية الأنف (وهي من أشهر الدلافين المحيطية) في خليج باراتاريا في لوس أنجلوس، تتضمن ضعف الاستجابة للتوتر والصحة الإنجابية والرئوية والقلبية والمناعة، وتم تشخيص هذه الحالات في المقام الأول من خلال الفحوص البيطرية العملية.

ولرصد الآلية الجزيئية وراء حدوث ذلك، كشفت دراسة نشرتها دورية “بلوس وان” (PLOS ONE) أن “الآثار الصحية السلبية التي أصابت الدلافين بعد الكارثة كانت نتيجةً لتغيرات في عملية التعبير الجيني لدى الدلافين، خاصةً في الجينات المشاركة في تنظيم الاستجابة المناعية، والالتهاب، والجهاز التناسلي، واختلال وظائف الرئة والقلب”.

وأوضح الباحثون أن الجينات والمسارات المحددة في هذه الدراسة قد تكون مفيدةً بوصفها علاماتٍ جزيئيةً للتعرض أو المرض، تساعد الأطباء البيطريين المتخصصين في الحياة البرية على تقييم صحة الدلافين والحيتانيات الأخرى.

توصلت الدراسة إلى نتائجها بعد فحص عينات دم مأخوذة من 76 دولفينًا خلال الفترة من 2013 إلى 2018، في المياه بالقرب من خليج باراتاريا ولوس أنجلوس وخليج ساراسوتا بولاية فلوريدا الأمريكية.

أجرى الفريق تحليل التعبير الجيني بالاقتران مع مجموعة كبيرة من البيانات الصحية التي تم جمعها باستخدام تحليل المكون الرئيسي، وتحليل التعبير التفاضلي، وتحليل التمثيل الزائد، وشبكة التعبير المشترك للجينات.

“اعتمدت الدراسة على بيانات جوهرية من التقييمات البيطرية العملية السابقة، وأضافت جانبًا مهمًّا قائمًا على الجزيئات”، وفق جانين موري، الباحثة في تحليل البيانات والطب التحفظي في المؤسسة الوطنية للثدييات البحرية في الولايات المتحدة، وقائد فريق البحث.

تضيف “موري” في تصريحات لـ”للعلم”: من خلال هذه التقييمات الصحية السابقة، علمنا أن الدلافين في خليج باراتاريا كانت تعاني من آثار صحية سلبية، خاصةً في الصحة المناعية والقلبية والرئوية والإنجابية، حتى بعد سنوات من حادث “ديب ووتر هورايزون”، وحددت هذه الدراسة التغيرات في التعبير الجيني التي قد تكون مرتبطةً بالعديد من هذه الأمراض أو الخلل الوظيفي المرصود.

وعن أهمية النتائج قالت: هذا مثيرٌ ومهم؛ لأن تحديد هذه التغييرات في التعبير الجيني يمكن أن يساعدنا في فهم الآليات الأساسية لكيفية تأثير الضغوط المختلفة على صحة الدلافين، فالواسمات الجزيئية حساسة للغاية، وغالبًا ما تكون مؤشراتٍ مبكرةً جدًّا لاستجابات الإجهاد والتأثيرات الصحية المحتملة.

وتابعت: سوف يساعدنا تطوير الواسمات الجزيئية للصحة في مراقبة تلك الكائنات والبحث عن طرق للتخفيف من الضغوط قبل أن تتأثر بشدة، وهناك أيضًا احتمال أنه مع مزيد من البحث والتطوير، قد نتمكن من استخدام التقنيات الجزيئية لتقييم صحة الدلافين دون حاجةٍ إلى إجراء تقييمات بيطرية عملية.

واختتمت “موري” حديثها قائلةً: التقنيات الجزيئية قد توفر أداةً قويةً وحساسةً تنطبق على أنواع أخرى من الكائنات البحرية مثل الحيتان الكبيرة، وتوفر معلومات صحية مهمة عن سلامتها.

#سر #تأثر #صحة #الدلافين #بعد #انفجار #منصة #ديب #ووتر #هورايزون #النفطية #الصحة الإنجابية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى