هل تعلم

طريق قراقرم “بساط” حجاج الصين إلى مكة

يقف طريق قراقرم السريع الذي يربط باكستان بالصين كأنه “أعجوبة ثامنة” بعد عجائب الدنيا السبع، نظراً إلى وعورة وارتفاع الجبال التي بني عليها، وعلى مدار رحلات كثيرة ذهاباً وإياباً تخطف المناظر الخلابة الأنظار على طرفي الطريق مما يبعث بالراحة للمسافر على رغم خطورتها ووعورتها.

أصبح طريق قراقرم السريع المعبد بموازاة نهر السند الذي كان مقفراً في سالف الزمان نابضاً بالحياة اليوم، إذ باتت المساحات المهجورة على طول الطريق مأهولة بالسكان بعد فتح الصرافات الآلية ومحطات التزود، علاوة على توفير الحاجات الأساسية للسكان في تلك المناطق.

فكرة ربط منطقة غلغت بلتستان الباكستانية الحدودية بالصين للمرة الأولى على لسان السفير الصيني لدى إسلام آباد شينغ بايو، خلال فترة من 1956 إلى 1958، إذ عبر عن رغبته في بناء هذه الطريق، تلا ذلك محادثات على المستوى الرفيع بين الدولتين من أجلها، وبالفعل بدأ العمل على إنشائها عام 1966.

آنذاك شارك في بناء طريق قراقرم 25 ألف عامل من الصين وباكستان نفذوا مهمة شبه مستحيلة بتعبيد الطريق بين الجبال الشاهقة، وسقط 408 عمال خلال شق 400 كيلومتر بين مدينة حويليا وخنجراب الباكستانية، مما يعني أن عاملاً واحد لقي حتفه في مقابل كل كيلومتر على هذه الطريق.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

المناطق الشمالية في باكستان مثل غلغت واسكردة وهنزة التي تتمتع بالطبيعة الساحرة والأهمية السياحية شهدت بدورها نقلة نوعية من التخلف والانفصال عن بقية مناطق البلاد إلى وضع اقتصادي مختلف، إذ كان السفر إليها يحتاج إلى أسابيع قبل بناء طريق قراقرم السريع الذي يعمل بمثابة الجسر ويصل الشمال ببقية مناطق الدولة.

أسهم إنشاء طريق قراقرم في تسهيل التنقل إلى المناطق الشمالية ومن ثم إنعاش السياحة، التي تلتقي فيها ثلاث سلاسل جبلية مهمة وتتمتع بطبيعة جاذبة للزائرين، إضافة إلى إحداث نقلة نوعية بعد ارتفاع نسبة المتعلمين فيها من 16 في المئة إلى 60 في المئة، وزادت نسبة الوعي والتعليم بين النساء أيضاً.

ماذا تستفيد الصين؟

يمتد طريق قراقرم إلى داخل المناطق الصينية، ويستخدم في نقل البضائع التجارية بين البلدين، وبنيت فيه أنفاق يبلغ طولها 10 كيلومترات لتفادي العطل في نقل البضائع التجارية الذي كانت تسببه الانهيارات الأرضية وضمان سيولة الحركة على الطريق على مدار العام.

أسهم طريق قراقرم في تعزيز اقتصاد المنطقة بأسرها، ويمكن القول إن مشروع الممر الاقتصادي بين باكستان والصين هو امتداد لهذا الطريق الذي تستفيد منه كلتا الدولتين، فضلاً عن أنه يربط المناطق الغربية لا سيما منطقة سيانغ يانغ النائية في الصين بالعالم ويسهم في تطويرها وازدهارها.

ليس هذا فحسب، بل إن المسلمين الذين يقطنون في هذه المناطق الصينية كانوا يتمنون الذهاب إلى مكة لأداء الحج والعمرة، وهو ما أصبح ممكناً بعد تشييد طريق قراقرم، إذ يقدم الزائرون الصينيون إلى العاصمة الباكستانية إسلام آباد من خلال هذه الطريق ثم يفدون منها إلى مكة المكرمة لأداء المناسك، وكانت بعثة الحج الباكستانية تخصص نافذة للحجاج الصينيين، ولا يزال بعض الطلبة الصينيين يدرسون في بعض جامعات إسلام آباد اليوم.

نقلا عن” اندبندنت أوردو”



#طريق #قراقرم #بساط #حجاج #الصين #إلى #مكة
مصدر المقال الاصلي من موقع
www.independentarabia.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى